نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 290
يلغي هذا المفهوم برمته.
كنت أقول هذا
بثقة عظيمة، وكأنني عاينت تلك الأكوان المتعددة غير المحدودة، ورأيت تفاصيلها، مع
أن ذلك لم يكن سوى مخارج للهروب من الله.. فلم يكن القصد هو البحث عن الكون
وتفاصيله، وإنما كان الهروب من الله.. ولو إلى الخرافة.
لأن النظريات
القديمة كانت ملاذا آمنا للملحدين بسبب قولها بالكون المستقر والأزلي، لكن عندما
ثبت علميا استحالة أزلية الكون وقع الملاحدة في حرج كبير، فراحوا يرسمون
سيناريوهات مختلفة ليجادلوا بها المؤمنين.
بقيت مدة طويلة
أحدث من ذكر لي أنه تلميذ لدوكينز.. وقد رأيت أني كلما ازدادت حماستي في الشرح،
كلما اصفر لونه، وتغيرت ملامحه إلى أن سقط بين يدي مغمى عليه، فأسرعت به إلى
المستشفى، فلما أفاق اقتربت منه، فراح يصيح: أبعدوه عني.. أبعدوه عني.. إنه يكاد
يصيبني بالجنون.. إن عقلي لا يطيق سماعه.
***
أسرع الممرضون
إلي يخرجونني من عنده.. ولم ألتق به بعد ذلك إلا في مدرسة [الكون المؤمن]، وهي
المدرسة التي التجأت إليها في مرحلة متقدمة من عمري بعد أن رأيت أن خرافات
الملاحدة حول الكون لا يقبلها إلا المجانين.. ورأيت أن إرجاع أمر نشأة الكون وما
بث فيه من تصميم عجيب إلى إله قدير حكيم لطيف خبير أعلم وأعقل بكثير.
ومنذ ذلك الحين
تغيرت نظرتي للكون تماما، فقد أصبحت أراه بصورة جميلة جدا، ولم ينف هذا في عقلي
وجود عوالم متعددة، ولكن الفرق بين العوالم الجديدة التي صرت أؤمن بها، والأكوان
المتعددة التي لقنني إياها أصحابي هو أن أكوانهم المتعددة عشوائية، أما العوالم
التي صرت أؤمن بها، فهي عوالم في منتهى العقل والحكمة والنظام، لأن مصممها عالم
وحكيم ومنزه عن العبث.
نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 290