responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 257

لم تكونوا تذنبون لخفت عليكم ما هو أكبر من ذلك العجب العجب) [1]، وفي الأثر الإلهي:(لولا أن الذنب خير لعبدي المؤمن من العجب ما خليت بين عبدي المؤمن وبين الذنب)

زيادة على هذا، فإن حسن التعامل مع المعصية يزيد في مناعته منها ويدفعه إلى المزيد من التيقظ والحذر من مصايد العدو ومكايده، ويعرفه من أين يدخل عليه، وبماذا يحذر منه، كالطبيب الذى ذاق المرض والدواء.

***

قام رجل من القوم، وقال: كيف تقول هذا.. وما الرحمة التي أتنعم بها، وأنا مبتلى بشيطان يضع خرطومه على صدري لا يكف عن بث الوساوس في قلبي؟ وكيف أتنعم وشياطين الإنس والجن تترصد لي؟

ابتسم الشيخ، وقال: إن سمو الإنسان وكماله وتدرجه في معارج الرحلة إلى الله مربتط بمجاهدته هذه الشياطين، فلذلك ـ كما يقول بعض علمائنا ـ (لا يسيغ لـمن استسلـم للشيطان - باختياره وكسبه الـخاطىء - أن يقول: ان خلق الشيطان شرٌ، اذ قد عمل الشر لنفسه بكسبه الذاتي) [2]

فالشيطان ليس له من دور إلا الكشف عن الخبايا الآثمة للنفس، ولذلك يبرأ يوم القيامة من أن يكون له أي سلطان على سلوك الإنسان، بل إن سلوك الإنسان كان نابعا من طبيعته واختياره.. والشياطين في هذا تشبه تلك المحاليل الكاشفة التي توضع على مواد معينة للتعرف على مكوناتها، فإن انفعال تلك المواد هو الذي يحدد طبيعتها، أما المحاليل، فليس لها من دور إلا الكشف عن تلك المواد.


[1] رواه الخرائطي في مساوي الاخلاق، والحاكم في تاريخه وأبو نعيم والديلمي.

[2] اللمعة الثالثة عشر، النورسي.

نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 257
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست