نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 191
تعديلات ضخمة
ومتتالية، فإن نظريتي ستنسف من أساسها)
قال: فهل تمت
البرهنة على ما عجز دارون عن البرهنة عليه بسبب إمكانيات القرن التاسع عشر العلمية
البسيطة؟
قلت: أجل..
فالبحث العلمي الدقيق الذي تميز به القرن العشرون، والذي تناول أدق التفاصيل، برهن
على أن غالبية الأنظمة الحيوية هي بنية معقدة لا يمكن تجزئتها.. ومن الأمثلة على
ذلك أن الآذان تتحسس الأصوات فقط إذا مرت عبر سلسلة من الأعضاء الصغيرة.. فإذا ما
نزع أو عطّل أي واحد منها مثل إحدى عظيمات الأذن الوسطى، فإن النتيجة تعطيل حاسة
السمع بشكل تام.
قال: فالعلم
أثبت إذن تعقيد هذا الجهاز المصمم لالتقاط الأصوات؟
قلت: أجل.. فكي
تتفاعل الأذن مع الأصوات الخارجية، يجب أن تعمل كل أجزائها دون استثناء في وقت
متزامن ابتداء من القناة السمعية الخارجية.. إلى غشاء الطبل.. إلى عظيمات الأذن
الوسطى، وهي المطرقة والسندان وعظم الركاب.. إلى السائل الذي يملأ قوقعة الأذن..
إلى المستقبلات السمعية.. إلى شبكة الأعصاب المتصلة مع المركز السمعي في الدماغ..
وغيرها من التفاصيل التي لم أذكرها.
قال: فهل يمكن
لهذا النظام السمعي أن يتطور بشكل أجزاء منفصلة؟
قلت: لا.. لا
يمكن ذلك أبدا.. لا يمكن لأي جزء أن يعمل بمعزل عن باقي أجزاء النظام.
قلت ذلك بقوة، وكأني
أحمل مطرقة، وأضرب بها تلك الخرافات التي جعلتني أهرب من المصمم الحقيقي لأضع كل
تلك التصميمات البديعة في يدي طفرة أو طبيعة عشوائية صماء بكماء.
***
نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 191