نام کتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 252
أحلامهم، إلى القول بأن أفكارهم
وأحاسيسهم ليست من فعل أجسادهم ذاتها، بل من فعل روح خاصة تسكن هذا الجسد وتفارقه
لحظة الموت.. منذ ذلك الحين اضطروا لأن يصطنعوا لأنفسهم أفكار عن علاقات هذه الروح
مع المعالم الخارجي)
وقلت ـ أنا الذي لم أسر في الأرض، ولم
أبحث في الأديان، ولم أتجاوز العمل في مشاريعي التجارية ـ: (وعلى هذا النحو تماما ـ
عن طريق تشخيص القوى الطبيعية ـ ولدت الآلهة الأولى التى اتخذت خلال التطور اللاحق
شكلا غير أرضى أكثر فأكثر، إلى أن حدث أخيرا عملية تجريد .. فنشأ على نحو طبيعى
خلال التطور العقلى أن تولدت فى عقل الناس من الآلهة المعتددين ذوى السلطة الضعيفة
والمقيدة بعضهم حيال بعض، فكرة الآله الواحد المنفرد فى الديانات التوحيدية)
وقلت: (وهكذا كانت الآلهة ـ وهى
الكائنات المهمة الجبارة المسيطرة على الطبيعة والمجتمع ـ انعكاسا ذاتيا لعجز
الناس الموضوعى أمام الطبيعة والمجتمع، وكان على تقدم العلوم الطبيعية والاجتماعية
أن يظهر طابع المعتقدات الوهمى: الاعتقاد بوجود آلهة متعددة، ثم الاعتقاد بوجود
إله واحد)[1]
وقلت ـ على لسان قدراتي الوهمية التي
تصورت أنها لم تكتف بالتحدث باسم التاريخ، بل راحت تتحدث عما قبله ـ: (أما
المجالات الأيدلوجية التى تحوم أعلى فى الفضاء كالدين والفلسفة .. فإنها مؤلفة من
بقية تعود إلى ما قبل التاريخ وقد وجدها العهد التاريخى أمامه فالتقطها لما نسميه
اليوم غباء . إن هذه التصورات المختلفة الخاطئة عن الطبيعة . وعن تكوين الإنسان
ذاته، وعن الأرواح، وعن القوى السحرية، ليس لها فى الغالب إلا أساس اقتصادى سلبى، فالتطور
الاقتصادى الضعيف لعهد ما قبل التاريخ تكون فيه