نام کتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 251
الأنانية وتتحول إلى مشاعر جماعية.
وكل هذا لم يكن إلا كذبا وخداعا، فلم نكن
ندعو إلى المجتمع المثالي، بل كنا ندعو إلى المجتمع البهيمي.. ولم نكن ندعو إلى
المساواة الإنسانية، بل كنا ندعو إلى الصراع الإنساني.. ولم نكن ندعو إلى الرفاه
الذي تحققه الشيوعية، وإنما كنا ندعو إلى السرقة والنصب باسم الشيوعية، وباسم
العمال.
وكيف لا نكون كذلك، ونحن لا نعرف الله،
ولا نعرف القيم، ولا نعرف الإنسانية.. وهل يمكن لمن يجهل هؤلاء جميعا أن يكون
صادقا مع نفسه أو مع غيره؟ .. وهل يمكن للإلحاد أن يقيم أي منظمة أخلاقية أو
اجتماعية أو إنسانية؟
لقد كانت اللبنة الأولى التي أسسنا عليها
دعوتنا هي تلك الضلالات التي اجتمع عليها كل ملاحدة التاريخ، وهي التفسير المادى لكل
شيء ابتداء من الدين .. وانتهاء بالأخلاق والأسرة والمجتمع.
لا أزال أذكر تلك المنشورات التي كنت
أكتبها مع صديقي ماركس، وأوزعها على أولئك الذين لا يعرفون من وجودهم غير الخبز..
لقد قلت في بعضها ـ وأنا أحاول إعطاء
تفسير للدين وكل الحقائق والقيم المرتبطة به ـ: (ومهما يكن من شئ فليس الدين إلا الانعكاس
الوهمى فى أذهان البشر لتلك القوى الخارجية التى تسيطر على حياتهم اليومية، وهو
انعكاس تتخذ فيه القوى الأرضية شكل قوى فوق طبيعية (يقصد قوى خارقة)[1]
وقلت ـ وأنا في قمة كبريائي وعتوي
وتطاولي على التاريخ ـ: (من الأزمنة الموغلة فى القدم وصل الفكر بالناس وهم بعد فى
جهل تام ببنياتهم الجسدية الخاصة، وتحت تأثير
[1]
هذا النص وما بعده من كتاب [ضد دوهرنغ]، وهو كتاب بقلم فريدريك إنجلز، نشر لأول
مرة باللغة الألمانية في عام 1878. ضد دوهرنغ، ص 381.
نام کتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 251