نام کتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 201
وتذكرون أني ولدت في عصر دمرت الحروب
فيه أوربا تدميراً شديداً، وشردت عشرات الآلاف من الأسر، ونشرت الفقر والبؤس بين
الناس على مستوى دول أوربا.
قد تذكرون هذا وغيره لتبرروا غدوي كئيباً
ساخراً مرتاباً، شديد الخوف والقلق، تستبد بي الهواجس والمخاوف، وأسيء الظن بالناس،
وأخشى على نفسي من شرورهم وغدرهم، وأنه بسبب ذلك كنت أغلق على نفسي الأبواب بعناية
شديدة، ولا أسلم ذقني لموسى الحلاق خوفاً من أن يتآمر مع الآخرين على ذبحي، وأني ظللت
طيلة حياتي لا أنام إلا والسلاح بجواري محشواً بالرصاص في انتظار من تحدثه نفسه من
اللصوص بالسطو علي أو قتلي.
قد تقولون كل هذا لتفسروا به حالتي
النفسية، ولعلكم تفسرون به حالتي العقلية، وموقفي من العالم، وتعذروني بعد ذلك..
لأن ظروفي كانت ظروفا استثنائية.
وكل هذا غير صحيح.. فالكثير من الناس
مروا بالظروف التي مررت بها، بل ربما يكونون قد مروا بظروف أخطر منها، ومع ذلك لم
يقفوا ضد الإيمان، ولم يذكروا ما ذكرت عن الدين من أنه (صنيعة البشر، ابتكروها
لتفسير ما هو مجهول لديهم من ظواهر طبيعية أو نفسية أو اجتماعية، وكان الغرض منه
تنظيم حياة مجموعة من الناس حسب ما يراه مؤسس الدين مناسبا، وليس حسب الحاجات
الحقيقية للناس الذين عن جهل قرروا بالالتزام بمجموعة من القيم البالية، وأنه من
المستحيل أن تكون كل هذه الديانات من مصدر واحد، فالإله الشديد البطش الذي أنزل 12
مصيبة على المصريين القدماء، وقتل كل مولود أول ليخرج اليهود من أرض مصر هو ليس
نفس الإله الذي ينصحك بأن تعطي خدك الآخر ليتعرض للصفع دون أن تعمل شيئا)
هل سمعتم موقفي من الدين ومن الله.. وهل
هذا الموقف يتناسب مع الظروف القاسية التي مررت بها؟
نام کتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 201