نام کتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 11
وهكذا نراهم يمجدون كاهن الإلحاد الأكبر
في العصر الحديث [ريتشارد دوكينز] الذي راح يحول من نظرية دارون من مجرد كونها
محاولة لفهم سر نشأة الحياة وتعدد أنواعها إلى نظرية فلسفية تحاول أن تزيح الله من
إيجاد الحياة، بل من إيجاد كل شيء.
ولذلك نجد كتب دوكينز تحظى من الشهرة
والانتشار بين الملاحدة ما لا تحظى به كتب أعلام نظرية التطور الكبار أنفسهم،
ونحسب أنه لولا امتطاؤه لهذه النظرية واستثمار لها في الدعوة للإلحاد ما كانت له
هذه الشهرة، ولا المقروئية.
وهكذا نجدهم في تعاملهم مع أعلام
الفيزياء الحديثة، والتي صرح كبار أعلامها بإيمانهم بالله، بل ألفوا في ذلك
المؤلفات.. لكن مرض الشخصنة الذي أصيب به دعاة الإلحاد الجديد جعلهم يغفلون عن
هؤلاء، وعن غيرهم كثير، ويركزون على ستيفن هوكينج الذي يحاول الملاحدة أن يلغوا به
كل الفيزيائيين التقليديين والمحدثين، كما عبر عن ذلك الملحد التطوري [ريتشارد
دوكينز] بقوله: (لقد طرد دارون الإله من البيولوجيا، ولكن الوضع في الفيزياء بقي
أقل وضوحاً، ويُسدد هوكينج الضربة القاضية الآن!!)
وقد عبر [هوكينج] عن هذا الدور الذي وكل
إليه في نشر الإلحاد باسم الفيزياء بقوله: (تماما مثلما فسر دارون ووالاس كيف أن
التصاميم المعجزة المظهر في الكائنات الحية من الممكن أن تظهر بدون تدخل قوة عظمى،
فمبدأ الأكوان المتعددة من الممكن أن يفسر دقة القوانين الفيزيائية بدون الحاجة
لوجود خالق سخر لنا الكون، فبسبب قانون الجاذبية فالكون يستطيع ويمكنه أن يُنشيء
نفسه من اللاشيء، فالخلق الذاتي هو سبب أن هناك شيء بدلا من لاشيء، ويفسر لنا
لماذا الكون موجود، وكذلك نحن)[1]
انطلاقا من هذه الشخصنة التي يعالج بها
الملاحدة أخطر قضية في الوجود [وجود