responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أفعال الرسول صلى الله عليه وسلم ودلالتها على الأحكام الشرعية نویسنده : سليمان الأشقر، محمد    جلد : 1  صفحه : 362
ليدعُ العمل وهو يحبّ أن يعمل به، خشية أن يعمل به الناس فيفرض عليهم".
ففي هذا الحديث دليل على أن الفرض لم يكن بنفس فعله، بل بفرض من الله تعالى إذا اقتدوا به فيه [1].
ولا يرد هذا الدليل على قول المساواة، لأنه لا يجب علينا مثل فعله -على قول المساواة- إلا في حالة واحدة، وهي أن يعلم أنه - صلى الله عليه وسلم - فعل الفعل على وجه الوجوب خاصة. وليس العمل الذي كان يتركه - صلى الله عليه وسلم - مفروضاً عليه، لأن الواجب لا يترك. فالحديث وارد في المندوبات قطعاً.
وشبيه بذلك ما قال الجصاص في رد دعوى الوجوب، فقد احتجّ بأن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى بهم ليلتين في رمضان ثم لم يخرج إليهم، فلما أصبح قال: "خشيت أن تكتب عليكم" يقول الجصاص: قد صلى النبي بهم ليلتين، وأخبر مع ذلك أنها لم تجب بفعله، فلو كان فعله - صلى الله عليه وسلم - يقتضي الوجوب لكان وجب بأول ليلة [2] اهـ.
الرابع: ألزم ابن حزم القائلين بالوجوب [3] أن يقولوا بوجوب صوم الأيام التي كان - صلى الله عليه وسلم - يصومها، ووجوب صلاة ما كان يصلي، ووجوب المشي حيث مشى - صلى الله عليه وسلم -. ومثل هذا لا يقول به من الفقهاء أحد.

[1] أبو شامة: المحقق 3 أ، ابن حزم: الإحكام 1/ 430
[2] أصول الجصاص ق 208 أ.
[3] الإحكام 1/ 140
نام کتاب : أفعال الرسول صلى الله عليه وسلم ودلالتها على الأحكام الشرعية نویسنده : سليمان الأشقر، محمد    جلد : 1  صفحه : 362
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست