نام کتاب : التخريج عند الفقهاء والأصوليين نویسنده : الباحسين، يعقوب جلد : 1 صفحه : 253
وجعل أبو الحسين البصري (ت 436هـ) ذلك من الأدلة على مذهب الإمام. قال: (ومنها أن يعلل الحكم بعلة توجد في عدة مسائل، فيعلم أن مذهب شمول ذلك الحكم لتلك المسائل سواء قال بتخصيص العلة أو لم يقل) [1] ومثل لذلك بما لو قال الإمام مثلاً: النية واجبة في التيمم، لأنه طهارة عن حدث، فإنه يعلم من ذلك أنه اعتقد أن وجوب النية لأجل هذه العلة، وبما أن العلة شاملة فإنه يعلم شمول حكمها لكل ما وجدت فيه العلة [2].
وإلى ذلك ذهب أبو الخطاب وذكر أنه إذا نص في مسألة على حكم أو علل بعلة توجد في مسائل أخر فإن مذهبه في تلك المسائل مذهبه في المسألة المعللة، وقال: إن مذهب الإمام هو (ما نص عليه أو نبه أو شملته علته التي علل بها) [3] وكرر كلام أبي الحسين ومثاله في علة وجوب النية في التيمم [4].
وهو اختيار ابن قدامة (ت 620هـ) [5] في الروضة [6]، كما أنه [1] المعتمد 2/ 866. [2] المصدر السابق. [3] التمهيد 4/ 372. [4] المصدر السابق 4/ 366 و 367 وبنى على ذلك أن مذهب الإمام- حينئذ- أن النية تجب في الوضوء وغسل الجنابة والحيض ... إلخ. [5] هو أبو محمد عبد الله بن محمد بن قدامة العدوي القرشي الجماعيلي المقدسي ثم الدمشقي الملقب بموفق الدين. كان من أئمة المذهب الحنبلي في زمانه عميق التفكير، أخذ علمه عن أعيان العلماء في بلده، ثم في بغداد والموصل ومكة. قال عنه شيخ الإسلام ابن تيمية: ما دخل الشام بعد الأوزاعي أفقه من الموفق- رحمه الله- توفي في دمشق سنة 620هـ. ودفن في سفح جبل قاسيون.
من مؤلفاته: المغني والكافي والمقنع والعمدة ومختصر الهداية لأبي الخطاب في الفقه، وروضة الناظر في أصول الفقه. وغير ذلك من الرسائل والكتب مختلفة الموضوعات.
راجع في ترجمته: فوات الوفيات 1/ 433، وذيل طبقات الحنابلة 2/ 133 - 149 وشذرات الذهب 5/ 88، والفتح المبين 2/ 53، والأعلام 4/ 67. [6] ص 379و 380.
نام کتاب : التخريج عند الفقهاء والأصوليين نویسنده : الباحسين، يعقوب جلد : 1 صفحه : 253