نام کتاب : العقد التليد في اختصار الدر النضيد = المعيد في أدب المفيد والمستفيد نویسنده : العَلْمَوي جلد : 1 صفحه : 83
يرضى من أفعاله الظاهرة والباطنة بالجائز منها، بل يأخذ بالأكمل؛ فإن العلماء هم القدوة وإليهم المرجع في الأحكام، وهم حجة الله على العوام، وقد يراقبهم للأخذ عنهم من لا ينظرونه، ويقتدي بهديهم من لا يعلمونه، إذا لم ينتفع العالم بعلمه فغيره أبعد عن الانتفاع به، كما قال الشافعي: ليس العلم ما حفظ، العلم ما نفع[1]؛ ولهذا عظمت زلة العالم لما يترتب عليها من المفاسد لاقتداء الناس به.
ومنها: أن يتخلق كل منهما بالمحاسن[2] التي ورد الشرع بها من الزهد والسخاء والجود وطلاقة الوجه من غير خروج إلى حد الخلاعة، وكظم الغيظ، وكف الأذى عن الناس، واختماله منهم، وأن يتنزه عن دنيء الأكساب طبعا، ومكروهها شرعا، كالحجامة، والدباغة، والصياغة، وملازمة الورع والخشوع، والسكينة والوقار، والتواضع وإفشاء السلام، وإطعام الطعام، والإيثار وترك الاستئثار، والإنصاف وترك الاستنصاف، وشكر المتفضل، والسعي في قضاء الحاجات، وبذل الجاه والشفاعات، والتلطف بالفقراء، والتحبب إلى الجيران والأقرباء، ومجانبة الإكثار من الضحك والمزاح[3]؛ فإنه يقلل الهيبة ويسقط الحشمة كما قيل: من مزح استخف به، من أكثر من شيء عُرف به[4].
ومنها: أن يُلزم نفسه الخوف والْحَزَن والانكسار والصمت، ويظهر الخشية [1] حلية الأولياء 9/ 123، المدخل إلى السنن الكبرى 1/ 325، تهذيب الأسماء 1/ 75، سير أعلام النبلاء 10/ 89. [2] كتاب العلم للنووي ص88. [3] انظر هنا المزاح الجائز من المزاح الحرام كتاب "المراح في المزاح". [4] هو من قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه، انظر المعجم الأوسط 2/ 370، مسند الشهاب 1/ 237، شعب الإيمان 4/ 257 و263، فتح الباري 7/ 29، التمهيد لابن عبد البر 7/ 185، وفيض القدير 6/ 213.
نام کتاب : العقد التليد في اختصار الدر النضيد = المعيد في أدب المفيد والمستفيد نویسنده : العَلْمَوي جلد : 1 صفحه : 83