نام کتاب : العقد التليد في اختصار الدر النضيد = المعيد في أدب المفيد والمستفيد نویسنده : العَلْمَوي جلد : 1 صفحه : 237
مناظرة بين الشافعي وإسحاق بن راهويه [1] رضي الله عنهما 2:
روي عن إسحاق قال: كنا بمكة والشافعي بها، وأحمد بن حنبل أيضا بها، وكان أحمد يجالس الشافعي وكنت لا أجالسه، فقال لي أحمد: يا أبا يعقوب، لم لا تجالس هذا الرجل؟ فقلت: ما أصنع به وسنه قريب من سننا؟ كيف أترك ابن عيينة وسائر المشايخ لأجله؟ فقال: ويحك إن هذا يفوت وذلك لا يفوت[3].
قال إسحاق: فذهبت إليه فتناظرنا في كراء بيوت أهل مكة، وكأن الشافعي تساهل في المناظرة، وأنا بالغت في التقرير، ولما فرغت من كلامي وكان معي رجل من أهل مرو فالتفت إليه وقلت: مردك هكذا مردك لا كمالي نيست، يقول بالفارسية: هذا الرجل ليس له كمال[4]، فقال لي: أتناظر؟ قلت: للمناظرة جئت، فقال الشافعي: قال الله تعالى: {لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ} [الحشر: 8] ، فنسب الديار إلى مالكها أو إلى غير مالكها؟ وقال النبي صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة[5]: "من أغلق بابه فهو آمن، ومن دخل دار أبي سفيان فهو آمن" [6] فنسب الديار إلى أربابها أم إلى غير أربابها؟ واشترى عمر بن الخطاب [1] هو أبو يعقوب بن راهويه، إسحاق بن إبراهيم بن مخلد الحنظلي التميمي المروزي: عالم خراسان في عصره، وهو أحد كبار الحفاظ، طاف البلاد لجمع الحديث، وأخذ عنه كبار رجال الحديث كالبخاري وطبقته، وكان ثقة في الحديث، وقال فيه الخطيب: اجتمع له الحديث والفقه والحفظ والصدق والورع والزهد، استوطن نيسابور وتوفي بها سنة 238هـ. تاريخ بغداد 6/ 345، وفيات الأعيان 1/ 199، والسير 11/ 358.
2 آداب الشافعي ومناقبه 177-181، وطبقات الشافعية الكبرى 2/ 89-90. [3] أي: إن هذا ليس بمقيم عندنا. [4] القائل بالفارسية إسحاق بن راهويه للرجل الذي هو من أهل مرو، هذا الرجل عن "الشافعي" ليس له كمال، فعلم بالشافعي أن إسحاق قال فيه سوءا. [5] في السنة الثامنة من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم. انظر كتاب الطبقات الكبير 1/ 124، السيرة النبوية 2/ 153. [6] صحيح مسلم 3/ 1407، وسنن البيهقي الكبرى 6/ 24، 9/ 118 وسنن الدارقطني 3/ 60، وسنن أبي داود 3/ 162، والسنن الكبرى 6/ 382، وتحفة المحتاج 2/ 512، والمغني 4/ 178، والأم 7/ 361.
نام کتاب : العقد التليد في اختصار الدر النضيد = المعيد في أدب المفيد والمستفيد نویسنده : العَلْمَوي جلد : 1 صفحه : 237