فكان لهذه الأسرة الصالحة المحافظة أثرها البالغ في حبه للعلم والتعلم. فجد واجتهد ولازم العلماء حتى أدرك علما جما وهو بعد في ميعة صباه وريعان شبابه ن وأعانه على ذلك ما حباه الله من ذهن وقّاد وفهم ثاقب وفطرة نقية [1].
مولده ونشأته:
ولد المؤلف في بلد الروضة [2] من إقليم سدير في أواخر عام 1194هـ، في وقت لم يستتب فيه الأمن هناك ولم يستقر للدعوة دولة [3]. إلا أنه استطاع بفضل الله تعالى ثم بعناية أسرته أن يتلقى قسطا وافرا من العلم منذ صباه المبكر، وتربي على الأخلاق الكريمة والآداب الحسنة، ونعم بكنف أسرة كريمة فاضلة [4].
* * * [1] عن الشعبي رحمه الله (ت بعد المائة) قال: إنما يطلب هذا العلم من اجتمعت فيه خصلتان: العقل والنسك. أخرجه الدارمي في السنن 1/ 104 وابن أبي الدنيا في العقل 59 .. [2] تقع بلد الروضة في أعلى وادي سدير (وادي الفي) إلى الشمال من مدينة الرياض (170كم) وقد كانت لبني العنبر، ثم عمرها آل مزروع في أواخر القرن العاشر، وسكنها معهم أسر كريمة من تميم وعائذ وباهلة والدواسر وغيرهم ينظر: الأصفهاني، بلاد العرب 262، وابن عيسى، تاريخ بعض الوقائع في نجد 47، والمحقق، البلدان النجدية 1/ 25. وينظر في بعض أخبار أمرائها آل ماضي: ابن بليهد، صحيح الأخبار 4/ 287. [3] ينظر بعض الوقائع بين أهل الروضة والبلدان المجاورة: الفاخري، التاريخ 147، 149. [4] قال ابن المظفر السمعاني رحمه الله (489هـ): إن أردتم الصادقين ففي البيوت القديمة. أخرجه السلفي في معجم السفر 367.