الصلح معه، ثم خطب له على منابر المغرب [1]، وهكذا صارت الدولة المرينية تخطب للملوك الحفصيين وترهب جانبهم.
وفي عهده أيضًا بدأ الغزو الأجنبي على المدن والشواطئ المغربية، فقد قام الأسبان بالهجوم على مدينة تطوان سنة (803 هـ) وخربوها، وبقيت خربة نحو تسعين سنة [2].
وقام البرتغال بالهجوم على سبتة واحتلالها سنة 818 هـ [3]، وكان البرتغال قد اهتموا بتقوية أساطيلهم البحرية بجانب أن الدولة المرينية في المغرب ضعف اهتمامها بالأساطيل البحرية.
واحتلال سبتة بموقعها الاستراتيجي الهام قد زاد في ضعف الدولة المرينية، فبدلاً من أن تكون سبتة قلعة حصينة شامخة تشرف على مواقع الأعداء أصبحت بداية خطر يهدد الدولة في أي وقت، هذا بالإضافة إلى الخسارة العلمية؛ حيث فقد المسلمون اثنتين وستين خزانة علمية مملوءة بالكتب.
وفي سنة (823 هـ) توفي أبو سعيد [4]، وتولى الحكم في السنة نفسها ابنه عبد الحق بن أبي سعيد بن أحمد بن أبي الحسن بن أبي سعيد بن يعقوب بن عبد الحق المريني (823 - 869 هـ)، وهو آخر ملوك بني مرين وأطولهم عهدًا؛ إذ تولى العهد وهو صبي، وبذلك بدأ النفوذ الوطاسي وذلك بالوصاية على العرش، وسقطت الدولة المرينية بقتل آخر ملوكها وهو عبد الحق المريني [1] الاستقصاء 4/ 90، 91. [2] الاستقصاء 4/ 89، 90. [3] الاستقصاء 4/ 92، 93. [4] انظر ترجمته وأخباره في: الاستقصاء 4/ 86، الضوء اللامع 5/ 124.