نام کتاب : مقاصد الشريعة الإسلامية نویسنده : ابن عاشور جلد : 1 صفحه : 463
وأنبيائه على وجه خرق العادة. وقد جعل الله تعالى لها قوة التوجه إلى الأشياء التي يريد الله تكوينها، فتتولى التدبير لها. ولهذه التوجهات الملكية حيثيات ومراتب كثيرة تتعذر الإحاطة بها. وهي مضادة لتوجهات الشياطين. فالخواطر الخيرية من توجّهات الملائكة وعلاقتها بالنفوس البشرية، وبعكسها خواطر الشر [1].
وفي هذا التعريف للملائكة جزآن:
الأول: عرض له أكثر اللغوين وتركوا الثاني. فالذي تعرضوا له هو بيان اللفظ من حيث صيغته واشتقاقه. ورد هذا مجملاً في بصائر ذوي التمييز؛ ومفصّلاً عند ابن الأنباري في كتابه الزاهر. وزاد هذا من الشواهد الشعرية عليه قول لبيد:
وغلام أرْسَلَته أمُّه ... بألُوك فَبذلْنا ما سأل
وألُوك في البيت بمعنى الرسالة، كما ورد بنفس المعنى لفظان آخران المَألك والمَلْأك.
قال عدي:
أبلغ النعمان عني مَأْلكا ... أنه قد طال حبسي وانتظاري
وقال آخر:
أيها القاتلون ظلماً حسيناً ... أبشروا بالعذاب والتنكيل
كل أهل السماء يدعو عليكم ... من نبي ومَلْأك ورسول
كما ورد على لفظ (ألكِني) قول أبي ذؤيب الهذلي:
ألِكني إليها وخيرُ الرسو ... ل أعلمهم بنواحي الخبر [1] محمد الطاهر ابن عاشور. التحرير والتنوير: 1/ 2، 397 - 398.
نام کتاب : مقاصد الشريعة الإسلامية نویسنده : ابن عاشور جلد : 1 صفحه : 463