responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح مختصر التحرير للفتوحي نویسنده : الحازمي، أحمد بن عمر    جلد : 1  صفحه : 1
عناصر الدرس
* التعريف بالكتاب ومؤلفه.
* التعريف بمصطلحات صاحب الكتاب.

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أَمَّا بَعْدُ:
نشرع بإذن الله تعالى في هذا اليوم يوم السبت الحادي والعشرين من شهر رجب المحرم لعام واحد وثلاثين وأربعمائة وألف، في شرح مختصر التحرير أو الكوكب المنير المسمى بمختصر التحرير في فن أصول الفقه.
وكما هو معلوم أن أصول الفقه علم جليل القدر، بالغ الأهمية، عظيم النفع، متعدد الفوائد، ولا بد لطالب العلم أن يقف على فوائد هذا الفن من أجل أن يسعى في تحصيله، ومن فوائده:
الوقوف على مناهج المجتهدين، واستنباطهم للأحكام الشرعية، لأن الناظر في الفقه الشرعي إما أن يكون مجتهداً أو يريد أن يبلغ درجة الاجتهاد، وإما أن يكون مقلداً وحينئذٍ لا يمكن أن يصل إلى المرتبتين إلا بمعرفة أصول الفقه من أجل أن يقف على كيفية استنباط الأحكام الشرعية، وهي التي سلكها أهل العلم قديماً وحديثاً، وحينئذ إذا وقف على الطريقة المعتمدة عند العلماء في كيفية استنباط الأحكام الشرعية حصل اطمئنان في النفس من حيث ما وقف عليه أهل العلم، لأن الناظر إما أن ينظر -كما ذكرنا- من جهة التقليد، يأخذ هذا الحكم أنه واجب أو أنه محرم، ثم قد يزيد على ذلك بأن يعرف كيف وصل هذا المجتهد إلى استنباط هذا الحكم الشرعي من الدليل الشرعي، وهذا إنما يكون بأصول الفقه.
ثانياً: هو العلم الذي يبين للمجتهد الطريق الصحيح الموصلة إلى استنباط الأحكام الشرعية من أدلتها التفصيلية، ويزوده بالأدوات اللازمة لتحقيق ذلك، وهذا يُيسر للعلماء معرفة الحكم الشرعي في كل زمان ومكان، لأن الشريعة كما هو معلوم من القاعدة القطعية: أنها دائمة، يعني: صالحة في كل زمان ومكان، وحينئذ ثَمَّ مسائل قد تكون نازلة لعصر دون عصر، أو في مكان دون مكان، وقد لا يكون أهل العلم القدماء قد بحثوا هذه المسألة، كيف يستنبط لهذه النازلة الحكم الشرعي من الكتاب والسنة؟ إنما يكون بواسطة هذا الفن.
ثالثاً: هو الوسيلة الناجحة لحفظ الدين من التحريف والتضليل، لأنه يبين لك المصادر التي يعتمدها أهل العلم في الاستنباط. وهذا بحثه إنما يكون في فن أصول الفقه.
ثم كيفية الاستنباط منضبطة وليس للرأي، وليس للهوى فيها مدخل، فإذا كان كذلك فحينئذٍ نقول: صارت الشريعة منضبطة في أحكامها بناءً على انضباط هذا الفن، كما سيأتي موضحاً في مسائله.
قال القرافي رحمه الله تعالى مبيناً أهمية هذا الفن بكلام جميل، يقول رحمه الله تعالى: لولا أصول الفقه لم يثبت من الشريعة لا قليل ولا كثير، فإن كل حكم شرعي لا بد له من سبب موضوع ودليل يدل عليه وعلى سببه، فإن إثبات الشرع بغير أدلته وقواعده بمجرد الهوى خلاف الإجماع. وهذا واضح بين.
ولعلهم لا يعبؤون بالإجماع، يعني: الذي يُشرع من قبل نفسه، يعني بهواه، فإنه من جملة أصول الفقه، أوما علموا أنه أول مراتب المجتهدين؟ فلو عدمه مجتهد لم يكن مجتهداً قطعاً.
إذاً: لولا أصول الفقه -وهذا محل الشاهد- لم يبق للشريعة لا قليل ولا كثير.

نام کتاب : شرح مختصر التحرير للفتوحي نویسنده : الحازمي، أحمد بن عمر    جلد : 1  صفحه : 1
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست