responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح نظم الورقات نویسنده : الحازمي، أحمد بن عمر    جلد : 1  صفحه : 2
فالعلوم مترابطة ولا يمكن أن ينقسم بعضها عن بعض، لكن قد يسأل البعض يقول أنا أول مرة أحضر الأصول، ولم أحضر الملحة والصرف وما سبق، المراد أن أصل العلم يمكن فهمه دون النحو والصرف والبلاغة، يعني نجعل مثلاً أصول الفقه ونحوه كالفقه والتفسير له أصل أقل ما يمكن أن يسمى بفن الأصول أو فن الفقه، وله كمال، الكمال لا يدرك إلا بآلة الاجتهاد، كمالُ طالب العلم في أصول الفقه لا يمكن أن يكون إلا إذا كملت عنده الآلة، أما أصل أصول الفقه كما ... ما هو أصل أصول الفقه؟ في ماذا يبحث أصول الفقه؟ هذه ما تشتمله الكتب التي يُعَنْوَنُ لها بكتب المبتدئين، يُبَيِّنُ لك مثلاً في الورقة ما هي الأحكام السبعة؟ الواجب ما هو واجب؟ ما هو الندب؟ ما هو المندوب؟ ما هو المحظور؟ إلى آخره، ثم باب الأمر، وباب النهي، باب العام، باب الخاص، أهم المسائل التي تذكر في كل باب هي ما تشتمله الكتب، التي يُعنون لها بالمختصرات، والتي يعتني بها المبتدؤون، إذن ما سبق ليس شرطًا في تحصيل أدنى ما يسمى أصولًا للفقه، وإنما هو شرطٌ للتمكن من أصول الفقه، ولذلك ذكر بعضهم أنه لن يبلغ درجة الاجتهاد في أصول الفقه إلا من بلغ درجة الاجتهاد في اللغة، هل هناك درجة أقل من درجة الاجتهاد في الفنون؟ لا شك هناك درجة للمبتدئين، وهناك درجة وسطى، وهناك درجة للمنتهي، المنتهي لا يصل إلى هذه الدرجة إلا بتمامه في علوم الآلة، وكما سبق أن علوم الآلة هي وسيلةٌ لغيرها، ليست مقصودة لذاتها؛ فأصول الفقه ليس مقصودًا لذاته، وإنما يطلب لغيره، والنحو أيضًا ليس مقصودًا لذاته، ذلك لا يعتني أو لا يتحصل طالب العلم الشرعي في علمٍ من علوم الآلة لماذا؟ لأن هذه العلوم يمكن إدراك ما يحتاجه طالب العلم الشرعي دون التخصص، بمعنى التخصص الآن العصري، بمعنى التخصص العصري، التخصص في العلوم نوعان: تخصص محدث الآن وُجِدَ وهو أن طالب العلم أول ما يبتدأ يتخصص في فنٍ من الفنون، هذا لا يعرف عن أهل العلم سابقًا، لا يعرف عن أهل العلم البتة، وإنما عُرف التخصص بمفهوم العلماء، وهو أن طالب العلم يدرس كل فن، يدرس النحو وتكون عنده درجة وسطى، لا يكتفي بالمختصرات، وإنما يأخذ كتاب مطول ونحوه، ويدرس الصرف، ويدرس البلاغة، ويأخذ شيئًا من المنطق، ويأخذ شيئًا من التفسير، وشيئًا من علم الرجال، وشيئًا من الفقه الحديث، ثم بعد ذلك إذا بلغ سِنًّا مُعَيَّنًا قد يحده بعضهم بالأربعين ونحوه؛ إذا بلغ سِنًّا مُعَيَّنًا تميل نفسه إلى تأليف في نوعٍ من أنواع العلوم، فيتقن التصنيف في هذا الفن أو يُكْثِر تدريسه لنوعٍ من العلوم، فيمعن النظر أكثر في هذا الفن، إمعانه النظر أو كثرة تدريسه لفنٍ من الفنون هذا لا يجعله يتجاهل بقية الفنون؛ وإنما هو على صلةٍ بها، ولذلك خذ مثلاً أي عالم من علماء المعتبرين المحقق الذين لا يكاد يخلو درس من ذكر أسماءهم، شيخ الإسلام ابن تيمية، النووي، ابن الصلاح، السيوطي رحمه الله، أي عالم من هؤلاء لو نظرت في ترجمته لوجدت أنه قد أخذ أول القرآن و ...

نام کتاب : شرح نظم الورقات نویسنده : الحازمي، أحمد بن عمر    جلد : 1  صفحه : 2
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست