القول الأول:
أن القلم أول المخلوقات، وأنه أسبق في الخلق من العرش، وهذا القول هو اختيار ابن جرير الطبري[1] وابن الجوزي[2]، وهو ما يفهم في الظاهر من قول من صنف في الأوائل، كابن أبي عروبة الحراني، وأبي القاسم الطبراني[3].
والدليل على هذا القول حديث عبادة بن الصامت قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إن أول ما خلق الله القلم فقال له: اكتب، قال: رب وماذا أكتب، قال: اكتب مقادير كل شيء حتى تقوم الساعة ... " الحديث[4]. قال ابن جرير عند ترجيح هذا القول: "وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي رويناه عنه أولى قول في ذلك بالصواب، لأنه كان أعلم قائل في ذلك قولا بحقيقته وصحته ... من غير استثناء منه شيئا من الأشياء أنه تقدم خلق الله إياه خلق القلم، بل عم بقوله صلى الله عليه وسلم: "إن أول شيء خلقه الله القلم" كل شيء، وإن القلم مخلوق قبله من غير استثنائه من ذلك عرشا ولا ماء ولا شيئا غير ذلك"[5].
1 "تاريخ الطبري": (1/ 36) .
2 "البداية والنهاية": (1/ 8) .
3 "توضيح المقاصد وتصحيح القواعد": (1/ 375) . [4] أخرجه أحمد في سننه: (1/ 311) ، وأبو داود في "سننه": (1/ 76، حديث 4700) ، والترمذي في "سننه": (1/ 424، حديث 3319) ، واللفظ لأبي داود.
5 "تاريخ الطبري": (1/ 35، 31) .