المبحث الثاني: قول السلف ومن وافقهم
فالسلف يقولون بأن الله فوق سمواته، مستو على عرشه، عال على خلقه، بائن منهم، وهم بائنون منه.
وقد وافقهم على قولهم بإثبات علو الله عامة الصفاتية، كأبي محمد عبد الله بن سعيد بن كلاب وأتباعه[1]، وأبي العباس القلانسي[2] وأبي الحسن الأشعري والمتقدمين من أصحابه كأبي المعالي الجويني وغيره، وهو قول الكرامية ومتقدمي الشيعة الإمامية[3]. [1] الكلابية هم أتباع أبي محمد عبد الله بن سعيد بن كلاب "بضم الكاف وتشديد اللام" القطان المتوفى بعد سنة 240 هـ بقليل، قال عنه ابن حزم: إنه شيخ قديم للأشعرية. انظر عنه وعن مذهبه: "لسان الميزان": (3/ 290- 291) ، "طبقات الشافعية": (2/ 51) ، "الملل والنحل": (1/ 148) ، "مقالات الأشعري": (1/ 298- 299) ، (2/ 52، 54، 118، 202- 203، 231، 233، 245) ، "أصول الدين": ص 89، 90، 97، 104، 109، 113، 123، 132، 222، 254) ، "الفصل" لابن حزم: (2/123) ، (4/208) . [2] قال عنه ابن عساكر في "تبيين كذب المفترى" ص 398: أبو العباس أحمد بن عبد الرحمن بن خالد القلانسي الرازي من معاصري أبي الحسن الأشعري - رحمه الله- لا من تلامذته، كما قال الأهوازي، وهو من جلة العلماء الكبار الأثبات واعتقاده موافق لاعتقاده في الإثبات- أي: لاعتقاد الأشعري-. [3] انظر: "مجموع الفتاوى": (2/ 297) ، "نقض تأسيس الجهمية": (1/ 127) (2/14) .