بسم الله الرحمن الرحيم
قالَ عبدُ الخالقِ بنُ أسدِ بنِ ثابتٍ الحنفيُّ رحمةُ اللهِ عليه:
الحمدُ للهِ ذي الطَّولِ والإنعامِ، مُولجِ الظلامِ في الضياءِ، ومُولجِ الضياءِ في الظلامِ، وصلَّى اللهُ على نبيِّه سيِّدِ المُرسَلينَ، المَبعوثِ إلى كافةِ الخلقِ أجمَعينَ، وبعدُ.
فإنِّي جمعتُ في كتابي هذا أخباراً مَنقولةً مَسطورةً، وآثاراً مَرويةً مأثورةً، وذكرتُ فيه ما نَقلتُ عن مَشايخي الذينَ سَمعتُ مِنهم ورَويتُ الحديثَ عَنهم، وخرَّجتُ عن كلِّ شيخٍ حديثاً أو حديثَينِ أو ثلاثةً، فمِنها ما يَرويه الشيخُ عن بعضِ شيوخِهِ، ورَويتُ فيه مُقطَّعاتِ أَبياتٍ مِن الشِّعرِ الذي يُروى مِثلُه مِن غيرِ حرجٍ.
وجعلتُ أسماءَ المشايخِ مُرتبةً على حروفِ المعجمِ، وسطَّرتُ ما سمعتُه عن الرجالِ والنساءِ، ولم أذكرْ فيه روايةً بالإجازةِ عَمن أجازَ لي مِن المشايخِ، كما هو مذهبُ أصحابِ الحديثِ.
واللهَ أسألُ أَن يعصمَني فيه مِن الزَّللِ، ويوفِّقَني لصالحِ العملِ.
وقَد قالَ يحيى بنُ مَعينٍ: لستُ أَعجبُ ممن يحدِّثُ فيُخطئُ، إنَّما أَعجبُ ممن يحدِّثُ فيُصيبُ [1]. [1] هو في «تاريخ ابن معين» رواية الدوري (3/ 13).
ومن طريقه أخرجه ابن عدي في «الكامل» (1/ 102).