نام کتاب : أنس المسجون وراحة المحزون نویسنده : الحلبي، صفي الدين جلد : 1 صفحه : 160
نهب [1].
وقد كانوا غلمانه [2] أخذوا لما نزلت الدّار الجمال وجميع الغلمان الذي معي، فعدلوا بهم إلى دار له فما طاقوا ممانعتهم، وبقيت وحدي ليس بين يدي إلاّ ستة غلمان وقوف على رأسي، فقلت في نفسي: هذا جبّار عنيد، وإن امتنع عليّ من الشّخوص لم أطق إشخاصه بنفسي ولا بمن معي، ولا حفظه، إلاّ أن يلحقني أمير البلد، وجزعت، ورابني منه تهاونه بي، واستخفافه، يدعوني باسمي، ولا يفكّر في امتناعي من الأكل، ولا يسألني فيما جئت له، ويأكل مطمئنا، وأنا أفكّر في ذلك حتّى فرغ من طعامه، وغسل يده، واستدعى بالبخور، فتبخّر، وقام إلى الصّلاة، فصلّى الظّهر وأكثر من الدّعاء والابتهال، ورأيت صلاة حسنة، فلما انفتل من المحراب أقبل عليّ، وقال: ما أقدمك يا منارة؟ فقلت: أمر لك من أمير المؤمنين.
ودفعت إليه الكتاب ففضّه، وقرأه، فلما استتمّ قراءته، دعا أولاده وحاشيته فاجتمع منهم خلق عظيم، فلم أشكّ أنّه يريد أن يوقع بي، فلما تكاملوا ابتدأ فحلف أيمانا عظيمة فيها الطّلاق والعتاق والحجّ والصّدقة والوقف والحبس إن اجتمع منهم اثنان في موضع، وأن ينصرفوا فيدخلوا منازلهم، فلا يظهر منهم أحد إلى أن يظهر له أمر يعمل عليه. وقال: هذا كتاب أمير المؤمنين يأمرني بالمسير إلى بابه، ولست أقيم بعد نظري فيه لحظة واحدة، فاستوصوا بمن ورائي من الحرم خيرا، وما بي حاجة أن يصحبني غلام، هات أقيادك يا منارة.
فدعوت بها وكانت في سفط، وأحضرت حدادا، ومدّ ساقيه فقيّدته، [1] في نسخة من الفرج بعد الشدة: إلا وهب، وفي نسخ: نهب. [2] على لغة أكلوني البراغيث. انظر مجلة مجمع اللغة العربية: المجلد 68 الجزء الثالث صفحة 399.
نام کتاب : أنس المسجون وراحة المحزون نویسنده : الحلبي، صفي الدين جلد : 1 صفحه : 160