نام کتاب : الموازنة بين شعر أبي تمام والبحتري نویسنده : الآمدي، أبو القاسم جلد : 1 صفحه : 396
فأما من يواصله حبيبه فمغبوط أبداً ومحسود، وقد قيل في ذلك من الأشعار ما هو أشهر وأكثر؛ فمنها قول يزيد بن الطثرية:
أعوذ بخديك الكريمين أن يرى ... لنا حاسدٌ في غبر الوصل مطمعا
وقول أب يصخر الهذلي:
فقد تركتني أحسد الطير أن أرى ... أليفين منها لم يروعهما النفر
وقول جرير:
ويحسد أن يزوركم، ويرضى ... بدون البذل لو علم الحسود
وقول جميل بن معمر:
لولا الوشاة لزرتكم ببلادكم ... لكن أخاف مقالة الحساد
وقول عتبة بن بجير الحارثي:
أيام تهجرني ليلى وأحسدها ... وأطيب العيش عندي مضغة الحسد
أي: هي تهجرني، وأنا أحسدها: أي أحسد عليها.
وليس الأمر عندي في هذا البيت على ما تأوله هذا المتأول وظنه، وذلك أن البحتري لم يرد بقوله " لم أر كالهجر لم يرحم معذبه " جنس الهجر، ولا جنس الوصل، فيخرج الكلام مخرج العموم لكل هجر وكل وصل، كما يقال: أهلك الناس الدينار والدرهم، وإنما أراد " لم أر كالهجر لم
نام کتاب : الموازنة بين شعر أبي تمام والبحتري نویسنده : الآمدي، أبو القاسم جلد : 1 صفحه : 396