ضُحّى زُرْت الحبيبَةً لا فقالَتْ ... مَتى تسعى وهَلْ لكَ من رُجُوعِ
فلمْ يَسْطعْ إجابتَها لساني ... فبادَرْتُ الإجابَةَ بالدُّموعِ
قوله - لا - معناه قدر - لا - فلا، هنا ظرف، وهذا المعنى أخذه من قول ذي الرمة:
تريك بياض لبتها ووجهاً ... كقرن الشمس أفتق حين زالا
أصاب خصاصة فبدا كليلاً ... كلاَ وانْغَلَّ جانُبُه انْغِلالا
أي، فظهر بقدر ما يقول القائل لا. ومن نظمه قوله:
سَتُدْنينيَ اليْومَ منْ نُزْهَتي ... أمَيْمَةَ ذَاتِ الهوى الخالدِ
ثَلاثٌ تُقَرِّبُ ما قدْ نأى ... زمامي ورَحْاي وذو الشَّاهِد
وسافر من بلده، إلى الأمير أحمد بن الحاج عمر الفوتي في سَيْكُ (بكاف معقودة مضمومة من أرض السودان) فحظي عنده، وله في مدحه قصيدة ميمية سمعتها وهي في غاية الحسن، ولم أحفظ منها شيئا. وتوفي هناك في صدر القرن الرابع عشر بجدري أصابه رحمه الله. وله من أبيات:
سلا خِلّي سالبتي سَلاها ... لِمهْ سَلَت الفؤادَ وما سَلاها
سلا عن كلّ فاترة رَداح ... من البيض النّواعم ما خلاها
فتىً بنُ الحاج
بن سيدي أحمد لخليف بن الفغ سيدي أحمد، يجتمع فيه مع محمد المتقدم، وبقية النسب هاك: فقيه متقن ثاقب الذهن، مدرك لدقائق الفقه، مع فصاحة لسان وحسن أخلاق، وهو ممن أدرك أوائل القرن الرابع عشر. وكان العلاّمة عبد الرحمن بن محمد فال (بذال معجمة) حكم في قضية بين بني باب أحمد، وبني سيدي الفال: بطنين من بني ديمان، فنقض فتى المذكور حكمه، وبين خطأه في المسألة، فبعث إليه بقصيدة ميمية، فرد عليه بأخرى مثلها. وقد رأيتهما