ألا أن لم تكن إبل فمعزى ... كأنَّ قرون جلتها العصيُّ
وقال الآخر:
بتنا بحسان ومِعْزاه تَئِطْ ... مازلت أسعى بينهم وأخْتبِطْ
حَتى إذا جنّ الظلام واختلطْ ... جاءوا بمذق هل رأيت الذئب قطْ
محمد محمود بن اكتوشنِ
أخو الذي قبله: وهو فقيه مشهور وعابد مذكور، ما وقفت له على شعر يذكر، إلا قصيدة يرثي بها باب بن أحمد بيب المتقدم وهذا مطلعها:
سهم المنون رمى به فأصابا ... حسن الخليقة والمحامد بابا
يا حاسدون إذ السنون تتابعت ... ومن الشماتة نابكم ما نابا
لا تحسبوا أنا أصبنا وحدنا ... كلّ الورى أضحى بباب مصابا
سل الآيَ والخبر الصحيح كليهما ... والفقه والتاريخ والأنسابا
والغُسْلَ في ظُلَلِ الشتاءِ كأنهُ ... ما مَسَّ قطّ برَاحَتَيْهِ تُرابا
وجواب الأمر في عجز بيت ضاع مني أوله، وهو:
تُخْبِركَ بَاكية عليه جوابا
سيدي محمد بن سيدي عبد الله
بن الحاج إبراهيم المتقدم، عالم نحرير ولغوي شهير، من نظر إلى قوله المسدد، علم إنه كما قيل: هذا الشبل من ذاك الأسد، ومن آثاره الحميدة، ومصنفاته المفيدة: نظمه سواطع الجمان، وشرحه نجم الحيران، وقد نسخت منه نسختين بيدي، أعطيت إحداهما لبعض أقاربي، وتركت الأخرى في كتبي، وما أدرى ما فعل الله بها، ما ترك شاذة ولا فاذة في نظمه هذا وشرحه، إلا جمعها، وهو في الأفعال جمع ما في التسهيل، ولامية الأفعال، كلاهما لابن مالك، وقد احتوى على أكثر مما في شرح بحرق اليماني المعروف هنا بالحضرمي، وناهيك به، ولم يحضرني الآن شيء من ذلك النظم،