الناس بسقم الفهم، وينسبون لهم حكايات عجيبة. فمنها أن رجلا من غيرهم، حكى إنه مرّ على أناس منهم، يدفنون ميتاً، فحضر لينال الثواب، فلما وضعوه في القبر، صبوا عليه شكوة من اللبن. فقال لهم الغريب: ما هذا؟ فقال له عالمهم في رسالة ابن أبي زيد: ويصب عليه اللبن. الأصل: ينصب عليه اللبن، بكسر الباء، فحرف هذا. فقال الغريب: تكفيه الشكوة الواحدة. ومن ذلك أيضا: أن أحدهم ولدت له ناقة قبل أوان ولادتها، فجاءت بجوار ميت، فسأل عن إباحة أكله، فأجابه أحدهم فورا: أعليه زغب أم لا؟ فقال: نعم. قال: يؤكل. وسرد قول ابن عاشر:
أو بمنِىٍّ أو بإنبات الشعرَ ... أو بثمان عشرةٍ حولا ظهر
وقال: ذاك ادبيزن، عند آتنيتات. ادبيزن: بمعنى تعليمنا، إذ نكثر مما نكتب، وآتنيتات: بصيغة الجمع، اسم موضع، وبيت ابن عاشر، إنما هو في أمارات بلوغ الشخص سن التكليف، والناس يحكون عنهم كثيرا من هذا النوع، وعلى تقدير صحته، فإنه زال من ظهور الشيخ سيدي فيهم. فإنهم صاروا من أرقى تلك
القبائل في العلم والفهم.
حرف الكاف
(كلمت كوْرِي) كلمت: بمعنى كلمة. وكوري: واحد لكْوَرْ، وهم السودان، يقال: أن الكوري لا يرضى بتبديل قوله. يضربون المثل فيمن لا يغير خطته، ولو إلى أحسن منها.
(كِذْبه وحْدَهْ تملَ مِزْوِدْ اُثنتينْ ما إيدِيرُ فيه حبه) الكذبة: واحدة الكذب. وتمل: بمعنى تملأ. والمزود: الوعاء المعروف، والهمزة في اثنتين. بمعنى الواو والهمزة الأصلية ساقطة، وهي لغة تميمية. وإدير: أي يجعلوا. وهذه الضمة التي هي الراء، تنوب عن ضمير الجمع عندهم، والموضع: موضع تثنية لا جمع، لكن شرحناه على مقتضى ما يلفظون به. ومعنى المثل. أن كذبة واحدة، قد ينال بها