شجر آفرنان، وهو كثير في أرض تكانت، وهذه لا تنفع فيها الرقاة غالبا، ولا يعيش من لسعته، أكثر من ساعة أو ساعتين، وقد رأيت رجلا من قبيلة إدوعل اسمه: الفغ بن إنجاي يرقيها، وقد ثبت عندي إنه رقاها وعاش صاحبها، والحكمة التي عنده لا توجد عند غيره، وقد تلقاها عن رجل من لكْوَرْ، (أي السودان) ومن عجيب أمر هذا الرجل، إنه يتخطى الملسوع، فيشفى من غير أن يمسه، ومنها:
(صوَّاع البجوان) وهو حية، تطرد راكب الجمل فتثب عليه، والجمل يجري به فيلسعه فيموت. ومن عجيب ما شاهدت، أني كنت يوما أمشى في محل خال، فرأيت حبة تقصدني من الجهة التي أذهب اليها، فالتفت راجعاً أريد الفرار، وأنا مذعور، فقبل أن أرفع رجلي من الأرض، تثنت على ساقي، فنفضتها على الأرض، وعدوت عدواً شديداً متحققاً أنها لسعتني، فلما سكن جأشي، وجدتها لم تصبني بأذى، والله المحمود على ذلك.
الكلام على المرض والصحة في شنقيط
أرضه متفاوتة في الأمرين، وفيها أمراض تختص بجهات مخصوصة. فمن أقلها أمراضا تيرس، فإنها لا تعرف توجاط الآتي بيانها، وأكثر أمراضها، مرض يسمونه بلعام، وهذا المرض ينشأ من شرب الماء الملح، وصفته أن تعتري الشخص حرارة زائدة في ظاهره وباطنه، بأن يبقى في الظل نهارا، وفي الهواء ليلا، ويكثر أكله إلى حد يقرب على الإنسان أن لا يصدقه، ولولا أني شاهدته لم أكتب عنه، وأظن أن القارئ، ربما ظنني مبالغا، ولكن ليس الخبر كالعيان، فإني أعرف رجلا من أقل الناس أكلا، وقد أخذه هذا الداء، واجتمعت به في أثنائه، وكانت بيننا علاقة لا يمكنني معها أن تفوتني حقيقته، فقد رأيته، وبجانبه آنية ملأا من اللبن الممذوق بالماء، وكثير من لحم البقر