بين التلطفِ إلى المعشوقِ ... وسطوةِ الطالبِ بالحِقوقِ
وبين لمس الجلدِ باغتباطِ ... وسومه بمؤلم السياطِ
هذا ما تذكرت منها، وأين البخاري هذا، من جميل حيث يقول:
فلو أرسلت يوماً بثينة تبتغي ... يميني وإن عزّتْ علىَّ يميني
لأعطيتها ما جاء يبغي رسولها ... وقلت لها بعد اليمين سليني
سلينيَ مالي يا بُثين فإنما ... يبينُ عند المال كل ضنين
ومن كُثَيْر، حين مطلت عَزّة عبده، في دين له عليها، فتمثل بقول سيده:
قضى كل ذي دين فوفى غريمه ... وعزة ممطول معنّى غريمها
فلما علم أنها محبوبة سيده، قال لها: أنت في حل مما لي عليك، فبلغ ذلك كثير، وقال: أنت جر وما عندك لك، وقال:
سيهلك في الدنيا شفيق عليكم ... إذا غاله من حادِث الدهر غائلهْ
يودُّ بأن يمسى سقيما لعلها ... إذا سمعتْ عنه بشكوى تراسله
ويرتاح للمعروف في طلب العلى ... لتحمد يوماً عند عَزٍّ شمائلهْ
أما الحساب عندهم، فمنه عربي، وهو الحساب بالشهور القمرية، وأسماؤها منه ما أبقوه على أصله، ومنه ما غيروه، يقولون: رمضان، والفطر الأولى والثاني، فالأول شوَّال، والثاني ذو القعدة والعيد. وفي بعض الأحيان يقولون: عيد اللحم، احترازاً من عيد الفطر، وعيد المولد النبوي، وعاشور، أي عاشوراء، واتبيع: بمعنى صفر، والمولود: أي المولد: والبيظ الثلاثة، بمعنى البيض، وهي ربيع الثاني، وجمادى الأولى والثانية، ويقولون: لكصير الأول: ولكصير الثاني: مصغران، بمعنى القصيران، ولو قال قائل مثلا: صفر والمولد الثاني، وجماديان، ورجب وشعبان، ما فهمه إلا من كان من أهل العلم. وأما الأشهر العجمية، ففي ألفاظها بعض اختلاف عن أهل المشرق، يقولون: