حتى يعلم
التلميذ ذلك من حاله، وكان العلامة محمذ فال بن أحمد فال التندغي، تجتمع عنده الطلبة من الزوايا، ومن قومه فإذا بلغه عن أحدهم قولا لا يليق، تركهم حتى يجتمعوا عنده. فيقول:
وقول ما لا ينبغي لا ينبغي ... لِتنْدغٍ ولا لغير تندغِ
فإذا كان الذي بلغه فعل قال:
وفعل ما لا ينبغي لا ينبغي ... لتندغ ولا لغير تندغ
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يفعل ذلك على جهة التعميم. فيقول: (ما بال أقوام يفعلون كذا، أو يقولون كذا، وما بال أقوام يشترطون شروطا ليست في كتاب الله، وهذا النوع أردع للناس) فليت أن علماء الأزهر فعلوا مثله، وتركوا عنهم، يا ابن الفاعلة، أو يا ابن الكلب، أو يا حمار، فإن هذه الألفاظ، تذهب هيبة الشيخ من قلب الطالب.
الكلام على طلب العلم
إذا تأملت يا مشرقي، طلب العلم في أرض شنقيط، علمت أنك تجد من الإعانة ما لا يجد، لأن لك من الأوقاف ما يكفيك، ووراءك امتحان يحملك على الاجتهاد، لأنك إذا سقطت، قطعت من الدفتر، وإذا لم تكن عالما، جعلت عسكريا، وإذا صرت عالما، تأخذ من الأوقاف ما يكفيك أنت ومن تمون. أما الطالب في أرض شنقيط، فبعكس هذا كله، فإنه إذا لم يعلم لا يؤخذ للعسكر، وإذا طلب العلم، لا يجد وقفا يتقوَّت منه، وإذا صار عالما، ليس وراءه وقف يضمن له ما هو مضمون لك، فهذا كله، يثبط عن العلم.
وإذا اشتهر عالم بالمهارة في العلم، أكثر من يتعلم عليه، إنما هم الغرباء، لأن الشخص في أرض شنقيط، يصعب عليه أن يتعلم في بيت أهله، إذ يلزمه أن يتفقد مواشيه، وأن يواظب على الضيوف التي تقصده دائما، وبالنظر في الشئون