مهتمين بصحة أبدانهم؛ فبلغتهم أغاني من إدابلحسن بالعامية، يعيرونهم فيها، فأخذوا جيشا متوسطا منهم، ومن أهل تكانت، أعني من قومهم خاصة؛ فكانت وقعة إبلحنوشه.
يوم إبلحنوشه
غزا إدوعل من تكانت؛ فصبحوا أبناء اعمر أكداش بهذا الموضع، وكان ذلك وقت الصبح؛ فقابلهم بعضهم، إلا أنهم لم يثبتوا لهم، فذلك قول ابن محمود، في قصيدته المتقدمة:
فما راعهم غيرُ قيل الكماةِ ... أتى الغرماء وَهَبْ وَاخبطا
فقتلوا منهم مقتلة عظيمة. ومن أشهر من مات منهم: محمد بن عبدي؛ وكان شجاعا معروف المنزلة فيهم، ولم يمت من إدوعل أحد.
يوم تندوجه
ثم أن إدوعل أيضا، غزوا من تكانت، بجيش أعظم من الأول. فأغاروا على أحياء من أدابلحسن متفرقين، فاستاقوا إبلا كثيرة، فتجمعت ابناء اعمر أكداش ومن معهم من التياب، واقتفوهم. فمروا على الصالح الفغ الحمد التاكنيتي. فسألهم أن يرجعوا وأن يعطيهم ديات جيش ادوعل. لاعتقاده أنهم لا يقوون على مدافعتهم لكثرتهم. فأجابوه بأنا سنقتل منهم البيض، ونقرن باقيهم في الحبال. فنشفعك فيه.
فلحقوا بهم بعد اختلاط الظلام. وكان أحد النزول واقفا ناحية، فضربوه برصاصة، قطعت بعض أصابع يديه. فقال لهم: بقي ما يجذب الغرس فبات الجيشان ينظر بعضهما إلى بعض، فلما أصبح الصبح