يقتتلون الليل والنهار، إلا أنهم لا يغدر بعضهم بعضا، ولا يقتله إلا إذا لقيه في الصف، ولا ينتهبون الأموال. ثم انتقل البيض إلى تيججك، آخر القرن الحادي عشر).
موقع بلاد شنقيط
قال ياقوت في معجمه، عاطفا له على سوس خوزستان: (والسوس أيضا بلد بالمغرب، كانت الروم تسميها قمونية. وقيل السوس بالمغرب: مدينة كورتها ظنجة. وهناك السوس الأقصى، كورة أخرى مدينتها طرقلة. ومن السوس الأدنى إلى السوس الأقصى، مسيرة شهرين، وبعده بحر الرمل، وليس وراء ذلك شيء يعرف).
وبحر الرمل الذي ذكره: أرض دهسة، يغوص فيها الإنسان والجمل، فربما أتى الناس بالحبال، واحتالوا للغائص فيها، حتى ينقذوه، وربما أعجزهم، وربما انهار
معه من أراد أن يخلصه. وبحر الرمل الذي ذكره هو (آمطليش) على ما أظن. ولهذه الأرض منافذ تسلك بمشقة، ومن تخلف عنها تلف، ولا يقدر الإنسان أن يمشي على قدميه فيها ساعة من النهار. وقد سلكت أرضا بين فاي، وآدرار، قريبة من هذه الصفة. والظاهر ان أرض بنبار وفُوت وجلف وإيسنغان وبول وسين وسالم، لم تكتشف إذ ذك، ولا تقل هذه الأرض عن مسيرة أشهر عديدة، وأهلها سودان مختلفون في الأديان واللغات، ولا يعلم عددهم إلا الله تعالى.
الكلام على جغرافية بلاد شنقيط
تقدم الكلام أن شنقيط اسم بلد، ثم ألحق به ما جاوره، فتسمى الكل باسم البعض، وبهذا تنقسم بلاد شنقيط إلى أقسام. أحدها: آدرار، وينقسم إلى قسمين، أظهر: وفيه شنقيط الأصلية. والباطن: وفيه آطار، إحدى مدن شنقيط المشهورة. وباقي الأقسام، يحتاط بآدرار من جهاته الأربع.