وشذّ ما اجترأت في ذا الهدفِ ... إذْ لم أكُنْ أهْلاً لصوغ النُّتَفِ
وانظر إلى حسن نظمه، حيث يقول في غزوة الخندق:
تُمَّتَ لما أجليتْ يهودُ ... وأوغرتْ صدورها الحقُودُ
وحزبتْ عساكرا عناجُها ... إلى ابن حربٍ وقريش تاجُها
وجعلوا كي يتروا خيرَ الوَرى ... لغطفانَ نصفَ تمْرِ خيْبرَا
خندقَ خير مرسل بأمر ... سلمان والحروب ذات مكر
وكان الأحسن أن يقول: بإشارة سلمان، لكن ألجأته القافية إلى ذلك، وإلى قوله في غزوة حنين:
ثمَّ إلى وادي حنين انحدَرْ ... عن مكة من الألوفِ اثنا عَشرْ
فوجدوا هوازناً تأهبُوا ... بكلِّ مِخذَمٍ لهم وألبّوا
وبينما الجيشُ إليهمْ ينحدِرْ ... بِفَلسٍ شدُّوا إليهِ وهو غِرْ
فاستنفرتْ بهمْ لذلك الركابْ ... وأدبرَتْ تخدى بهم غُلْبُ الرقابْ
واستنزلوا وادَّرَعُوا وهيَ تَمُرْ ... مَرَّ سَحَابٍ بالبهاليلِ نُفُرْ
فاقتحموا عنها وآبوا للنبيّ ... وزَحزحوا عنه زحوفَ العربِ
حماد المجلسي
ثم البوحمدي. هو العالم المتفنن، واللغوي المتقن، وما وقفت على اسم والده، بل اشتهر بفضله. وهو ابن أخت الذي قبله، وشرح نظميه، اللذين تقدما بعضهما في مجلدين. وقد أجاد في شرحه، إلا أنه وقعت له أغلاط كثيرة، خصوصا في شرح الأنساب، وذلك لا يضر، وأي عالم لم يقع له مثل ذلك. ورأيته ذكر في شرح
عمود النسب، جدا له اسمه: محمد. قال في كلامه على عمرو بن العاص، وألغز عبد الله بن القاضي العلوي الزاوي القبلة في عمرو وابنه عبد الله، فقال:
أتيناك نَوْكى مُرْملين فواسنا ... عن إسلام صحبي على يد تابِعي