العرب، وله معرفة بالكلام والفقه، وناضل باب بن أحمد بيب العلوي، في مسائل من الفقه، فأوضح له باب خطأه، وقال له أنت ابن بليد. وما رويت له إلا قوله من مقطعة:
وثقت ببينهم فقف المهاري ... على الأطلال واعتبر اعتبارا
ومات في عجز القرن الثالث عشر.
أبو بكر بن فتى بن فال الحسن البوحسني
ثم الشقراوي، هو العالم المشارك، والورع الناسك. لا يفتر عن قراءة القرآن، حلو الشمائل، غاض لبصره، توجه إلى الحج بعد العشرين وثلاثمائة. ومات في الطريق - رحمه الله - وثبت أجره، ورأيت له مقطعة يمدح بها العالم الطبيب، أوفى الشمشاوي، ومنها:
على الشيخ أوفى ما سيأتي وما غبر ... سلام كريا المسك قد فاح بالسحر
سلام على من باسمه يُشتفى الضنى ... وتقضى به الحوجا وينكشف الضرَرْ
اشويعر
بالتصغير، البوحسني. هو الشاعر البليغ، اشتهر بهذا اللقب، وما أدرى اسمه الأصلي، ولا اسم أبيه، وأظنه من قبيلة أبناء أبي الفال، ويقال له: شويعر الأنبياء، لأنه كثيرا ما يذكرهم في شعره الغزلي. ومن ذلك قوله:
حَيّ المعاهِدَ حَوْل العائدياتِ ... أغْرَى الزمانُ بها أيدِ البِلّياتِ
تلاعبت فوقها الأرواح ساحبة ... أذيالها في ضحاها والعشيَّاتِ
فكم لَعِبْتُ بمغناها بغانيةٍ ... تجلو الدُّجى في ليالٍ مُرْقِسياتِ
قد أودعت كل قلب من شجون هوى ... موسى تقطع أسباب الحُشاشاتِ
آيات موسى هواهُ حين تبعثه ... تسع كآياتهِ التسعِ الجليَّاتِ
سنى مُحَيًّا وألحاظٌ وسالفةٌ ... يُذْهِبنَ بَهجةَ أرباب السكينات
وورد خد وجيد لو توسَّمَهُ ... غَيْلانُ ما رَامَ أَرْآما بمَوْمات
ولينُ قدٍّ لو أنَّ البانَ مايَسهُ ... لما تمايسَ أنواعَ الهبوبات