وقائدهم، من صغار قياد السلطان. ومما فضل له عمر بن الخطاب زهير. إنه كان لا يمدح أحدا بغير ما فيه. وقال المعري:
فلا تمدحاني بمين الثناء ... فأحسن من ذاك أن تهجواني
وأراد أن يفاضل بين بطنين من أولاد ابيير، اسم أحدهما: أهل احميد (بكسر الدال) واسم الثاني: أهل باب (بضم الموحدة) فقال:
حين دون الجميل أغلق بابُ ... فتح البابَ دونه آل بابُ
ليس تخفى علامة الرَّفع فيهمْ ... حين خفضٌ لغيرهم إعرابُ
فأجابه شاعر من المعرض بهم. فقال من أبيات لم تحضرني:
ما على معربٍ بخفض عتابُ ... وببسم الباقي يساقُ الصوابُ
المعنى: إن أسماء الله تعالى، وقعت مجرورة في القرآن، نحو بسم الله الرحمن الرحيم. فقال ابن حنبل:
الكتابُ العزيز نعمَ الكتابُ ... من به احتجَّ ما عليه عتابُ
واعتراضٌ به أحجُّ اعتراضٍ ... فبماذا يكون عنهُ الجوابُ
لكن انْسدَّ باب صوبِ مرادي ... عنكَ فانسدَّ عنك منهُ الصّوابُ
إنّ نحو النحاةِ لو كان نحوي ... لأتى حجة عليّ الكتابُ
إن نحوي في سورة وهبت لي ... فنفى الفقر عَنيَ الوهَّابُ
وأحاديثُ ثيباتِ المعالي ... كان فيها عن مقصدي إعرابُ
وفنون البديع يفتحُ منها ... للمورّي البليغ إن شاَء بابُ