قواهم، ولم يساعدهم أهل البلدة، فقال هذه القصيدة الطنانة، وأخبرني بعض الفضلاء، أن تجكانت أكان إلى الآن، لا يسمعونها إلا ووقع فيهم العويل، وهي
واهاً لمْرضى رهان في سِجلِماسِ ... نائي المؤانِسِ والعُوَّاد والآسي
واهاً لها من حُشاشاتٍ يُساوِقُها ... تَنوا جُسومٍ إلى تصعيد أنفاسِ
ومِنْ عظامٍ وأشلاءِ مُمزّقةٍ ... كأنما لبثَتْ حِيناً بأرْماس
ما كَانَ أطولَ أياماً عَلَى حَسَنٍ ... وصحبهِ ظَنتُها منهمْ على ياس
كأنما شرِبوا فيها وما شرِبوا ... عُصارةَ للكرمِ من بَيْسانَ أوراس
صَهْبَاَء طافَ مُهَينمُ اليهُودِ بها ... دَبَّابةً في عِظام الظهرِ والرَّاس
سقاهُم الجُدري كأساً بها شرِقوا ... تَفديهمُ النفْسُ منْ شَرْبٍ على كاس
من كلّ جَلدٍ على الضَّرَّاءِ مُصْطبرٍ ... يقْسو إذا لانَ مِنْ ضَرَّائه الناسي
يصحو المرِيضُ وينَسى منْ معاهِده ... يوماً وما هوَ بالصَّاحي ولا الناس
تهتزُّ منها ذَماءٌ كلما سَجَعتْ ... خَطباءُ تبْعث ما بالوَالِهِ الآسي
تَبكى لها أخَرٌ أبدانُهُنّ كما ... خَطَّ الزّبورَ يَهُوديٌّ بقِرطاس
يا بُعدَ منهمْ حُلولٍ قاطنين على ... عِدٍّ يُحَفُّ بدورٍ منهُ أدراس