وله أيضا:
وسوداَء رُمتُ الوصْلَ منها فأعرضت ... فقلتُ أمِثلي عنهُ مِثلكِ يَعرضُ
فقالتْ بِلَوني عنكَ ما أنا راغِبٌ ... ولكن كلوني عن كلونكَ مُعرِض
وقالتْ سمُاك النار إني أخافُها ... على جسدٍ للنار لَسْتُ أعرّض
فقلتُ لها ما لفظُ نارٍ بمُحرقٍ ... ولكنَّ عُذراً لي أردتِ يُعرّض
وقلتُ لنفسي عنْ هواها صِيانةً ... ففي الذّنْبِ كلُّ الذلِّ للمْرءِ يَعرض
فإِن أَعْرضَتْ عني فيا رُبَّ روْدةٍ ... منَ البيضِ مني للهوى تتعَرض
وله أيضا:
وشادِنٍ رمى الحشى طرفُه ... بفاتر أضعفَ منْ حُجَّتي
فبتُّ لا هجعةً منْ همهِ ... في ليلةٍ أطْوَلَ منْ حِجَّةِ
تَعتادُني من ذِكرِهِ زفرةٌ ... أَحَطُّ للآئام منْ حَجَّةِ
وله أيضا، أبيات يهجو بها جملا له، وقيل: هي لأحد إذا بلحسن:
لحاك اللهُ من جَملٍ حيادي ... تفجِّعُه مخايلةُ الهواءِ
بروكٌ إن تُردْ منه قياماً ... يميلُ من البُروك إلى اتكاءِ
وأحْملُ للمضاربِ من جَمادٍ ... ويحرَنُ في الخلاءِ على الخلاءِ
وكان المترجم رحمه الله حيًّا، في أوائل القرن الثالث عشر، وقد طبعت طرته
المسماة: بالاحمرار، في مصر، وطبع بعض تآليفه بمدينة فاس.