وله أيضا:
منْ حبَّ صرْمكِ آئساً من غيره ... أقْصَيْتُ مَنْ أنا طامعٌ في خبره
واخترتُ صرْماً منكمُ عن وصله ... واخترت لا كم عن أجَلْهِ وجيره
واخترت صيراً منكم عن نفعه ... آه لنسبة نفعكم من ضيره
وإذا سمعت الخائضين حديثكم ... أعرضتُ عن ذاك المجال وسيره
صوناً لذكر حديِثكم عن غيركم ... حتى يخوضوا في حديث غيره
شعراء تجكانت
المختار بن بون الجكني
تاج العلماء، الذي طوّق يحلى علمه كل عاطل. ووردت هيم الرجال زلاله، فصدر عنه كلهم وهو ناهل. ولا يوجد عالم بعده، إلا وله عليه الفضل الجزيل، بما استفاد من مصنفاته، وتلقى من مسنداته، ويكفيه إنه هو الذي نشر النحو بعد دفنه، وكفى الناس مشقات مؤنه. وكانوا لا يتجاوزون قبله ما في الألفية وشروحها، مع عدم معرفة الخطة التي يمكن للطالب أن يخزن في ذهنه بها، ما يكون قريب التناول عند الحاجة إلى ذلك، حتى نظم لهم ما تخلف عن الألفية، مما تضمنه التسهيل، وألصق كل شذرة بما يناسبها، وضم إلى ذلك طرته المفيدة، وأتى على كل مسألة بالشواهد من كلام العرب، وهو ثالث ثلاثة من قبيلته، كلهم اسمه المختار.
وكان من أجل طبقته: النابي، المختار بن حبيب، وهو شيخه، الذي فتح عليه عنده. والمختار بن أبي، وهو من أهل القبلة منهم.
نشأ المختار بن بون في بيت أبيه، ولم يشتغل بالقراءة إلا بعد أن كبر،