وأيُّ شيءٍ على الأحرارِ أشنَعُ منْ ... تسبُّبٍ في مُعاداةِ الأوِدَّاءِ
هذا وليْسَتْ يدٌ لي إن أعاديَ منْ ... شدَّت يديْهَا بقلبي بعد إيداء
ولا ودَتني ولا انقادتْ إلى قَوَدي ... ولم ترقَّ كأرباب الأرقَّاء
وأقبلتْ تتشكّى وهْيَ مُشكيَةٌ ... كالقَوْس رنّتْ وقد شاكَتْ بحرَّاء
وشافعٌ في محياها شفاعتُه ... يَمحُو بها حوبَهَا من كلّ حَوْباء
أمّا وعِزّةِ مَنم أهوى علىَّ على ... هُوني عليها وإبعادي وإقصائي
لوْلا خشَاني عليها سُوَء عاقبةٍ ... لمَّا يُعقبْ تماديها بإنهاء
لصُلْتُ للوصْل جهْراً لا تُنْهنهِني ... زُرْقُ الأسِنّةِ في أيدي الأشدَّاء
حتى أمِرَّ حبالاً لا يُغيّرُها ... طولُ التنائي ولا مشيُ الإماء
فامْزِجَنَّ برُوحي رُوحَها فنُرى ... رُوحاً بشخصَين مزْجَ الرَّاح بالماء
وحينما شئتُ بتنا في مسرتنا ... سريْن يكتمنا حيزوم ظلماءِ
أفٌّ على الصُّبح ما دامَ الوصالُ فإِنْ ... كان التّقاطُعُ فلينعم بسراء
وقال أيضاً:
خَليليَّ عل أحْرى بفيض المدامع ... من الأربعُ اللائي بكنْ المزارع
أريقا بها ماَء الشؤون وخليا ... عَزَاليهُ ما بين هامٍ وهامع
فليْس بغَدر صونُنَا عَبراتنا ... عن السَّح والتّذرافِ بين المرابع
فرَعْيُ الفتى عهْدَ المرابع آيةٌ ... على إنه يرعى عُهودَ الروابع
وإنْ يَطّلعْ ذو اللوم قولا لعلهْ ... يكونُ لبعض الأمر غيرَ مُطالع
فما ضيْعةَ الأطْلال تبكي وإنما ... نؤبّنُ من أعمارنا كلَّ ضائع
وأحْرَ بأن يَبْكِ الفتى فوتَ نفسه ... لطلعةِ ناعٍ في المفارق طالع