وله أيضا من أبيات:
لجَّ في دائهِ القدِيمِ المُمَاني ... منْ جُنونِ الصّبا وَلاَتَ أَوانِ
لجَّ في غيهِ فلَجَّ بهِ الهَتْ ... رُ لِعِرْفانِ دارِساتِ المَغَانِ
وله أيضا:
حَيّ بين النقا فآدُكْمارِ ... أرْبُعاً قدْ بَلينَ مُذْ أعصارِ
أرْبُعاً منْ مَلاعبِ البيضِ أمْستْ ... مَلْعباً للِرّياحِ والأمطارِ
أرْبُعاً في الحشى حَششْنَ أُواراً ... منْ قديمِ الهوى لاِعْوَيْشَ وارِ
إلى هاهنا، تم ما تسنى من شعر نابغة شنقيط، وما عثرت له على قصيدة وفاتتني كلها، إلا قافية في مدح النبي صلى الله عليه وسلم، رأيتها مرة واحدة عند شخص، وكان الوقت ضيقاً.
مولود بن أحمد الجواد
ويعرف بأحمدا جويد، بالتصغير العامي.
هو العلامة النحرير، اللغوي الشهير، أحد أعلام تلك البلاد، وإليه المرجع وعلى أقواله الاعتماد. وكان مشهورا بسرعة الجواب، مرهوب الجناب، نزل يوما عند
العلامة الصالح، ولي الله أحمد بن العاقل الديماني، فلم يقابله بنفسه إلا بعد بطء، فعاتبه على ذلك، فصرّح له بأن السبب تمزيقه لأعراض المسلمين، فقال: إنهم يبدؤني فأتقن. وتلا قوله تعالى: (فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم) فعارضه الشيخ بآية، لم تحضرني الآن. فقال له: أنتم إذاً تؤمنون ببعض الكتاب، وتكفرون ببعض.
وتكلم رجل في مجلس هو فيه وقال: هذا لا يمكن، وفتح حرف المضارعة،