responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الأدب الأندلسي (عصر الطوائف والمرابطين) نویسنده : إحسان عباس    جلد : 1  صفحه : 69
بمعنى أن يصير بمثابة محل المثل ومكان المعقولات " [1] . وفي تدبير المتوحد شرح لتحقيقها على رغم النقصان الذي يواجه وجود المتوحد في المجتمع الناقص.
أما كتاب النفس فانه عودة إلى تقرير التميز للأنسان عن طريق النطق والتخيل لا عن طريق الحس. يقول ابن باجة: " والادراكات النفسية جنسان: حس وتخيل، ولا يمكن أن يتخيل ما لا يحس، ولذلك لا يمكن أن يتخيل اللون؛ فالحس يتقدم بالطبع التخيل لأنه كالمادة للتخيل ([2]) ". ويقول في موضع آخر: " فبين أن القوة المتخيلة كمال لجسم طبيعي آلي، فهي إذن نفس؛ وبين مما قلنا أنه لا يمكن أن توجد قوة اخرى غير هاتين، أعني الحس المشترك والقوة الخيالية ([3]) ".
ذلك الاتجاه الفلسفي الذي ترك أثرا واضحا في أدب هذا العصر حين أوجد له متكأ عقليا وعمقا جديدا ومصطلحا؟ سنولي أثره العناية في فصل تال - لم يكن اتجاها مستنكرا لدى الفقهاء فحسب بل حاول النقاد ان يغضوا منه وينتقصوا أصحابه.
ولا نستطيع أن نقول إن هذا التيار الفلسفي كان قاصرا على عهد الطوائف وانه توقف أيام المرابطين، فابن باجة يمثل هذا العصر المرابطي؛ صحيح أن دولة المرابطين كانت دينية الطابع وانه لم يكن " يقرب من أمير المسلمين ويحظى عنده إلا من علم الفروع، فروع مذهب مالك ([4]) " وأنه نفقت في ذلك الزمان كتب المذهب، وكفر العلماء كل من عمل في علم الكلام وأحرقت كتب الغزالي، ولكن يجب أن نذكر أن ميدان

[1] الفكر الأندلسي: 338.
[2] كتاب النفس: 98.
[3] المصدر نفسه: 141.
[4] المعجب: 111.
نام کتاب : تاريخ الأدب الأندلسي (عصر الطوائف والمرابطين) نویسنده : إحسان عباس    جلد : 1  صفحه : 69
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست