الوزير المشرف أبو بكر رحيم
شهاب نير الإشراق، وروض يانع الإيراق، سحر الألباب، ونظم من الكلام اللباب، مع كرم طباع، ومشى في طرق الجهود وامتداد الأيادي بأرحب باع، نظم الفقر، وبحث عن المعاني ومهر، وحسن أقسامه وكسا توشيحه رونقا ووسامة، رفع للطارقين مناره، وأوقد لهم باليفاع ناره، مع اصطناع الأحرار بالمنن، وقصد من الجود إلى أرفع سنن، وهاك من بدائع توشيحه ما يروق نشره، وينفح نوره وبشره، فمن ذلك قوله:
من صبا كما أصبو ... فهو للصبا نهب وأعلم أيها القلب
لو أذابك الحزن ما حييت لا أسلو ... أقض في الهوى عزمك لا يضرك العذل
وسباهم الحسن برحوا به قبل ... أنني أرى كتمك للهوى هو الذّل
قل لكوكب الحسن ... منتهى المُنى مَنّي بالوصال أو مُنّي
فمتى ترى تحنو وطباعك المطل ... فهبني ولو حُلمك لا يكن به بخل
يا شقيقة القمر ... أرفقي ولا تذري مهلا هكذا خبري
فالمعاطف اللّدن واللواحظ النجل ... موت مغرم أملّك وحياته الوصل
ربّ غادة هويت ... فدشت وقد شقيت بالذي به بليت
الأسيمر أذن الخلّ مرقلو ... يا طوبى لمن ضمًَّك قد نال المنى كلو