فقدّ ذا غصن من بان لدن تأوّد ... وخدّ ذا الورد في السوسان وقد تنضّد
مصبّغ الوجنتين حمر ... كفضة سال فيها تبر
وذاك بعض حلاه الثغر ... والشارب الرّيق المخضر
فهل تجسد من ريحان أم من زبرجد ... على فم الدرّ والمرجان لّما تجسد
سبحان مبديهما للحدق ... من حمرة في بياض يقق
متوّجين بتاج الغسق ... في اللمتين وتاج الشفق
فهل جرى ذائب العقيان فيها مع الندّ ... حتى اغتدت نقط الخيلان منها تولد
أحسن بأغيد يهوى أغيد ... سيّان في القد أو قل في الخد
ومن كعمرو ومن كأحمد ... لذاك أنشد من قد أنشد
يأوي مليح ونعشق ثاني عشقا تأكد ... لا يستحيل مدى الأزمان بل يتجدد
جاد بالمنى طيف الطارق ... وأتى على موعد صادق وما جنّب
مرحبا وأن زادني وجدا ... بخيال من كرمت عهدا بعثته يستوصف الوردا
سافرا عن المنطق الرائق ... فجلا من الدجى رونق سنا الكوكب
أيها الرشأ الحور الألمى ... هبك أنّ لحظي قد أدمى صفحة جلا نورها الظلما
لم صفحت عن لحظي الرامق ... وانتقمت من قلبي الخافق وما أذنب
حبذا المدام من مسلى ... فأغتنم بها عيشك الأحلى في وداد سيدنا الأعلى