كلب، على أيدي من سمينا من قريش، وحكّموا الأقرع بن حابس وكان عالم العرب في زمانه.
فقال الأقرع: ما عندك يا خالد؟ قال ننزل البراح، ونطعن بالرماح، ونحن فتيان الصباح. قال: الأقرع
وما عندك يا جرير؟ قال: نحن أهل الذهب الأصفر، والأحمر المعتصر - يعني الخمر - نخيف ولا
نخاف، ونُطعم ولا نستطعم. ونحن حي لقاح ونُطعم ما هبّت الرياح. نُطعم الشهر، ونضمن الدهر،
ونحن الملوك قسر. قال الأقرع: واللاّت والعزى لو فاخرت قيصر ملك الروم، وكسرى عظيم فارس،
والنعمان ملك العرب، لنفرتك عليهم. وأقبل نعيم بن حجيّة النمري - وقد كانت قسر ولدته - بفرس
إلى جرير فركبه من قبل وحشية، فقالوا: لم تُحسن تركب الفرس فقال جرير: إن الخيل ميامين، وإنا
نركبها من وجوهها، ونادى عمرو بن الخثارم، وهو أحد بني جشم بن عمرو بن قداد فقال:
يا ابَني نِزارٍ انصُرَا أخَاكُما ... إنَّ أبي وجَدتُهُ أبَاكُما
لا يُغلَبُ اليومَ أخٌ وَالاكُما
وقال أيضاً
يا أقرعَ بنَ حابِسٍ يا أقرَعُ ... إنّكَ إن تَصرَعْ أخاكَ تُصرَعُ
وقال أيضاً
يَالَ نِزارٍ دعوةَ المُثَوِّبِ ... أحسَابُكُم أخطرْتُها وحَسبَي