فذاتَ شَكٍّ إلى الأعراجِ مِن إضَمٍ ... وما تَذكُّرُهُ من عاشِقٍ أمَمَا
هَمٌّ بعيدٌ وشَأوٌ غيرُ مُؤتَلَف ... إلا بمرؤودَةٍ ما تشتكي السَّأمَا
المزؤودة المرعوبة من ذكائها.
أنْضَيتُها مِن ضُحَاهَا أو عَشيَّتِها ... في مُستَتِبٍّ تَشُقُّ البِيدَ والأكَما
تسمعُ أصواتَ كُدرِيِّ الفِراخِ به ... مِثلَ الأعاجِمِ تُغشي المُهرَقَ القَلما
يا قومَنا لا تَعُرُّونا بمَظلَمَةٍ ... يا قومَنا واذكُروا الآلاءَ والذِّمَمَا
في جارِكم وابنِكم إذ كان مَقتَلُهُ ... شَنعاءَ شَيَّبت الأصداغَ واللِّمَما
عيَّ المَسُودُ بها والسَّائِدونَ فلم ... يُوجَدْ لها غيرُنا مولىً ولا حَكما
كُنَّابِها بعدما طِيخَتْ عُروضُهُمُ ... كالهِبرقيَّةِ ينفي لِيطُها الدَّسَما
الهبرقية السيوف والهبرقي الحداد. أراد كالسيوف الماضية تسبق الدم. والليط اللون.
إني وحِصناً كذِي الأنفِ المَقُولِ له ... ما مِنكَ أنفُك إن أعضَضتَهُ الجَلَما
أإنْ أجارَ عليكم لا أبَا لكُمُ ... حِصنٌ تقطَّرُ آفاقُ السماءِ دَما
أدُّوا ذِمَامَةَ حِصنٍ أو خُذوا بِيَدٍ ... حرباً تَحُشُّ الوَقودَ الجَزلَ والضَّرَما
وقال ابن عنقاء الفزاري، وهو عبد قيس بن بحرة: