نام کتاب : علوم البلاغة البيان، المعاني، البديع نویسنده : المراغي، أحمد بن مصطفى جلد : 1 صفحه : 345
التوجيه - الإيهام:
هو إيراد الكلام محتملا معنيين على السواء[1]، كهجاء ومديح، ليبلغ القائل غرضه الذي يريده بما لا يمسك عليه.
كما روي أن محمد بن حزم هنأ الحسن بن سهل بتزويج ابنته بوران للخليفة المأمون مع من هنأه فأثابهم وحرمه، فكتب إليه: إن أنت تماديت في حرماني قلت فيك شعرا لا يعرف أمدح هو أم ذم.
فاستحضر وسأله، فأقر، فقال الحسن: لا أعطيك أو تفعل، فقال:
بارك الله للحسن ... ولبوران في الختن2
يا إمام الهدى ظفر ... ت ولكن ببنت من
فلا يدري ببنت من في العظمة وعلو الشأن أم في الدناءة والخسة.
فاستحسن الحسن منه ذلك وقال له: أمن مبتكراتك هذا؟ فقال: لا، بل نقلته من شعر بشار بن برد، وكان كثير العبث بهذا النوع.
ومن أحاديثه في ذلك أنه خاط قباء عند خياط يسمى زيدا[3]، فقال له الخياط مازحا: لأخيطنه فلا تدري أهو جبة أم قباء.
فقال بشار: إذا أنظم فيك شعرا لا يعلم من سمعه أدعوت لك أم دعوت عليك، فلما خاطه له كما أخبره قبل، قال فيه بشار:
خاط لي زيد قباء ... ليت عينيه سواء
قل لمن يعرف هذا ... أمديح أم هجاء4
قال السكاكي: ومن هذا النوع متشابهات القرآن باعتبار أي: وهو احتمالها وجهين، وإن كانت تفارقه باعتبار آخر وهو عدم تساوي الاحتمالين؛ لأن أحد المعنيين في المتشابهات قريب والآخر بعيد كما تقدم من عد المتشابه من التورية. [1] فإن كان أحدهما ظاهرا والثاني خفيا والمراد هو الخفي كان تورية.
2 الختن كل من كان قبل المرأة مثل الأب والأخ. [3] قال في "خزانة الأدب": أغلب الناس يسمون الخياط عمرا، لكن صاحب "التحبير" روى أنه زيد.
4 هذان البيتان من مجزوء الرمل.
نام کتاب : علوم البلاغة البيان، المعاني، البديع نویسنده : المراغي، أحمد بن مصطفى جلد : 1 صفحه : 345