نام کتاب : علوم البلاغة البيان، المعاني، البديع نویسنده : المراغي، أحمد بن مصطفى جلد : 1 صفحه : 338
ونحوه قول المتنبي:
كفى بجسمي نحولا أنني رجل ... لولا مخاطبتي إياك لم ترني
ب- أن يجيء مجردا عما ذكر، كقول عمرو بن الأيهم التغلبي:
ونكرم جارنا ما دام فينا ... ونتبعه الكرامة حيث مالا
فقد ادعى أنه يتبع جاره الكرامة حيث سار، وهذا ليس بجائز في شرعة العادة، وإن أجازه العقل.
3- والغلو ما يكون المدعى فيه غير ممكن لا عادة ولا عقلا، وهذا مسرح الشعراء المفلقين في مدحهم وهجوهم، وهو على قسمين: مقبول، ومردود.
فالمقبول أنواع:
1- أن يقترن به ما يقر به إلى الإمكان كلفظ يكاد في قول ابن حمديس:
ويكاد يخرج سرعة من ظله ... لو كان يرغب في فراق رفيق1
وأجمل منه قوله تعالى: {يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ} [2].
2- أن يتضمن نوعا حسنا من تخييل الصحة، كقول أبي الطيب:
عقدت سنابكها عليها عثيرا ... لو تبتغي عنقا عليه لأمكنا3
فقد ادعى تراكم الغبار المرتفع من سنابك الخيل فوق رءوسها بحيث صار أرضا يمكن السير عليها، وهذا وإن كان غير ممكن، يخيل إلى الوهم من ادعاء كثرته وكونه كالجبال صحته، وقد اجتمع السبب الأول والثاني في قول القاضي الأرجاني يصف طول الليل:
يخلي لي أن سمر الشهب في الدجى ... وشدت بأهدابي إليهن أجفاني
3- أن يخرج مخرج الخلاعة والهزل كقوله:
"أسكر بالأمس إن عزمت على الشرب غدا إن ذا من العجب".
1 يصف فرسا بسرعة الجري. [2] سورة النور الآية: 35.
3 السنابك: حوافر الخيل، والكثير: الغبار، والعنق: السير السريع، وضمير عليها يعود للخيل.
نام کتاب : علوم البلاغة البيان، المعاني، البديع نویسنده : المراغي، أحمد بن مصطفى جلد : 1 صفحه : 338