نام کتاب : علوم البلاغة البيان، المعاني، البديع نویسنده : المراغي، أحمد بن مصطفى جلد : 1 صفحه : 302
كثير من الحفاظ والأضغان كما يحتمل الصندوق الواسع كثيرا من المتاع والماعون، وتقول: فلانة نئوم الضحى، وتقصد أنها مترفة مخدومة لها من يكفيها أمرها من الخدم والحشم، فهم يقومون بتدبير شئون المنزل، وقضاء الحوائج البيتية، فلا تحتاج إلى القيام مبكرة من النوم فأولئك قد كفوها مئونة التعب والنصب.
"الفرق بينها وبين المجاز" مما سلف تعلم الفرق بين الكناية والمجاز هو أن الأولى لا يمتنع معها إرادة المعنى الأصلي، فيسوغ في المثالين المتقدمين أن تريد أنه واسع الصدر حقيقة, وأنها تنام حقا إلى وقت الضحى، وقد تمتنع إرادة المعنى الأصلي فيها أحيانا لخصوص الموضوع، نحو: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [1] كناية عن الاستيلاء والملك، {وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} [2] كناية عن قوة التمكن وتمام القدرة، إلى غير ذلك[3].
أما قرينة المجاز فتمنع من إرادة المعنى الأصلي، فلا يسوغ إرادة الأسد المفترس في قولك: رأيت أسدا في الميدان يضرب يمينا وشمالا. [1] سورة طه الآية: 5. [2] سورة الزمر الآية: 67. [3] فهذان ونحوهما كنايات من غير لزوم كذب؛ لأن استعمال اللفظ في معناه الحقيقي وطلب دلالته عليه إنما هو لقصد الانتقال منه إلى لازمه المراد. المبحث الثاني: في أقسامها من حيث المكني عنه
تنقسم الكناية من حيث المكني عنه إلى ثلاثة أقسام:
1- كناية يطلب بها صفة من الصفات كالجود والكرم ودماثة الأخلاق، إلى غير ذلك، وهي ضربان:
أ- قرينة، وهي ما ينتقل منها إلى المطلوب بها بلا واسطة سواء أكانت واضحة كقولهم كناية عن طويل القامة طويل النجاد[4]، وقول الحماسي:
أبت الروادف والثدى لقمصها ... مس البطون وأن تمس ظهورا
كنى عن كبر الإعجاز ونهود الثدي بارتفاع القميص عن أن يمس بطنا أو ظهرا. [1] سورة طه الآية: 5. [2] سورة الزمر الآية: 67. [3] فهذان ونحوهما كنايات من غير لزوم كذب؛ لأن استعمال اللفظ في معناه الحقيقي وطلب دلالته عليه إنما هو لقصد الانتقال منه إلى لازمه المراد. [4] النجاد: حمائل السيف، وقد اشتهر استعمال طويل النجاد في طويل القامة.
نام کتاب : علوم البلاغة البيان، المعاني، البديع نویسنده : المراغي، أحمد بن مصطفى جلد : 1 صفحه : 302