نام کتاب : علوم البلاغة البيان، المعاني، البديع نویسنده : المراغي، أحمد بن مصطفى جلد : 1 صفحه : 279
ويصعد حتى يظن الجهول ... بأن له حاجة في السما
فلولا أنه قصد تناسي التشبيه وعقد العزيمة على جحده ولم يأل جهدا في إنكاره فجعله صاعدا في السماء حيث المسافة المكانية لما كان لهذا الكلام وجه.
ونحوه قول بشار:
أتتني الشمس زائرة ... ولم تك تبرح الفلكا
وقول المتنبي:
كبرت حول ديارهم لما بدت ... منها الشموس وليس فيها المشرق
ولم أر قبلي من مشى البدر نحوه ... ولا رجلا قامت تعانقه الأسد
ومن هذا ما سبق من التعجب والنهي عنه، وإذا جاز البناء على المشبه به مع الاعتراف بالمشبه[1] في نحو قول العباس بن الأحنف:
هي الشمس مسكنها في السماء ... فعز الفؤاد عزاء جميلا
فلن تستطيع إليها الصعود ... ولن تستطيع إليك النزولا
فلأن يجوز مع جحده وإنكاره في الاستعارة أولى.
ثالثها: المطلقة أبلغ من المجردة؛ لأن التجريد يذكر بالتشبيه، فيضعف دعوى الاتحاد: [1] فإن قوله هي الشمس تشبيه، وفيه اعتراف بالمشبه، ومع ذلك بني الكلام على المشبه به أعني الشمس. المبحث السابع عشر: في حسن الاستعارة وقبحها
لا تحسن الاستعارة ولا تقع الموقع الملائم إلا إذا حازت الشروط الآتية:
1- رعاية حسن التشبيه[1]، إذ هو أساسها الذي تبنى عليه، خلا أنه مما يستملح هنا قوة الشبه بين الطرفين بعكس باب التشبيه، ومن ثمة تحسن الاستعارة فيما يقوي فيه الشبه بينهما بحيث يصير الفرع كأنه الأصل، ولا يحسن التشبيه، ألا ترى أن الرجل يقول إذا فهم مسئلة: حصل في قلبي نور، ولا يقول: كأن العلم الذي حصل في قلبي نور، ويقول لمن أوقعه في شبهة: أوقعتني في ظلمة، ولا يقول: كأن الشبهة التي أوقعتني فيها ظلمة. [1] قال الجرجاني: ملاك الاستعارة قرب التشبيه ومناسبة المستعار للمستعار له وامتزاج اللفظ بالمعنى حتى لا يوجد بينهما منافرة، ولا يتبين في أحدهما إعراض عن الآخر.
نام کتاب : علوم البلاغة البيان، المعاني، البديع نویسنده : المراغي، أحمد بن مصطفى جلد : 1 صفحه : 279