نام کتاب : علوم البلاغة البيان، المعاني، البديع نویسنده : المراغي، أحمد بن مصطفى جلد : 1 صفحه : 268
المبحث العاشر: في انقسامها باعتبار الجامع أيضا إلى عامية وخاصية
تنقسم الاستعارة باعتبار الجامع إلى:
1- عامية مبتذلة لاكتها الألسن لظهور الجامع فيها، كقولك: رأيت شمسا ووردت بحرا، وأنت تعني إنسانا جميل المحيا وجوادا كريما.
2- خاصية غريبة وهي التي لا يظفر بها إلا من ارتفع عن طبقة العامة، كقول طفيل الغنوي:
وجعلت كوري فوق ناجية ... يقتات شحم سنامها الرحل1
انظر تر عجبا، ألا تراه قد استعار الاقتيات لإذهاب الرحل شحم السنام، وساعده التوفيق فيما عناه من قبل أن كان الشحم مما يصلح للقوت، وأن الرحل أبدا ينتقص منه ويذيبه.
والغرابة على ضروب، منها:
1- أن تكون في الشبه نفسه، كما في قول يزيد بن مسلمة عبد الملك يصف فرسا له بالأدب:
عودته فيما أزور حبائي ... إهماله وكذاك كل مخاطر
وإذا احتبى قربوسه بعنانه ... علك الشكيم إلى انصراف الزائر2
فقد شبه[3] هيئة وقوع العنان في موقعه من قربوس السرج ممتدا إلى جانبي فم الفرس بهيئة وقوع الثوب في موقعه من ركبتي المحتبي ممتدا إلى جانبي ظهره، ثم استعار الاحتباء وهو جمع الرجل ظهره وساقيه بثوب أو غيره لوقوع العنان في قربوس السرج، فجاءت الاستعارة غريبة كما ترى لغرابة الشبه.
2- أن تحصل بتصرف الاستعارة العامية، كقول ابن المعتز:
سألت عليه شعاب الحي حين دعا ... أنصاره بوجوه كالدنانير4
فهذا تشبيه معروف، لكنه تصرف فيه بأن أسند الفعل إلى الشعاب دون ووجوههم، وعدى الفعل إلى ضمير الممدوح بعلى، فأفاد اللطف والغرابة من حيث أبان أن الشعاب امتلأت من الرجال وغصت بها من كان ناحية وجانب.
3- أن تحصل بالجمع بين عدة استعارات لإلحاق الشكل بالشكل، كقول امرئ القيس:
فقلت له لما تمطى بصلبه ... وأردف أعجازا وناء بكلكل
فقد أراد وصف الليل بالطول، فاستعار له اسم الصلب وجعله متمطيا لما هو مشاهد من أن كل ذي صلب يزيد طوله شيئا ما عند التمطي، ثم ثنى واستعار الإعجاز لثله وبطء سيره، وبالغ في ذلك حتى جعل بعضها يردف بعضا، ثم ثلث فاستعار الكلكل لمعظم الليل ووسطه آخذا له من كلكل البعير, وهو ما يعتمد عليه إذا برك، وزاده مبالغة بأن جعله ينوء ويثقل، لما في الليل من التعب والنصب على كل قلب ساهر، وبذا تم له ما أراد من تصوير الليل بصورة البعير على أبلغ وجه وأدقه.
1 الكور: الرحل، والناجية: الناقة السريعة، تنجو براكبها.
2 القربوس مقدم السرج، والعلك المضغ، والشكيم الشكيمة الحديدة المعترضة في فم الفرس، وعنى بالزائر نفسه، دلالة على تأدب فرسه، حيث يقف مكانه وإن طال مكثه. [3] ووجه الشبه إحاطة شيء بشيئين، ضاما أحدهما إلى الآخر، على أن أحدهما أعلى والآخر أسفل، والتشبيه بين مفردين باعتبار ما تضمنه كل منهما من الهيئة لا أنه واقع بين هيئتين.
4 يريد أن الممدوح مطع في حيه إذا دعاهم لبوا نداءه زرافات ووحدانا.
نام کتاب : علوم البلاغة البيان، المعاني، البديع نویسنده : المراغي، أحمد بن مصطفى جلد : 1 صفحه : 268