responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : علوم البلاغة البيان، المعاني، البديع نویسنده : المراغي، أحمد بن مصطفى    جلد : 1  صفحه : 248
المبحث الثالث: في تعريف المجاز وأقسامه
المجاز مفعل واشتقاقه من الجواز وهو التعدي من قولهم: جزت موضع كذا، إذا تعديته، سمي به المجاز الآتي بيانه؛ لأنهم جازوا به موضعه الأصلي، أو جاز هو مكانه الذي وضع فيه أولا.
وفي الاصطلاح قسمان: مجاز عقلي، ولغوي، والأول سنتكلم عنه بعد، والثاني ضربان: مفرد ومركب، فالمركب سيأتي بيانه.
والمفرد هو الكلمة المستعملة في غير ما وضعت له في اصطلاح التخاطب لملاحظة علاقة[1] بين الثاني والأول مع قرينة[2] تمنع إرادة المعنى الأصلي، كالأسد المستعمل في الشجاع، والغيث المستعمل في النبات، فخرج بقولنا: الكلمة المستعملة قبل الاستعمال، فلا هي حقيقة ولا مجاز، وبقولنا:

[1] هي بفتح العين على الأفصح، وسميت كذلك؛ لأن بها يتعلق ويرتبط المعنى الثاني بالمعنى الأول.
[2] هي ما يفصح عن المراد من اللفظ وسيأتي أنها تارة تكون لفظا وتارة تكون غيره.
إذ هو لا يعتقد ذلك، وإنما يعتقد أن الأفعال الاختيارية مخلوقة بكسب العبد واختياره.
3- ما يطابق الاعتقاد دون الواقع كقول الطبعي، المنكر لوجود الإله شفى الطبيب المريض، وعليه قوله تعالى، حكاية عن بعض الكفار: {وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ} [1].
4- ما لا يطابق شيئا منهما كالأقوال الكاذبة التي يكون المتكلم عالما بحالها دون المخاطب، كما تقول: سافر محمد، وأنت تعلم أنه لم يسافر، فلو علمه المخاطب كما علمه المتكلم لما تعين كونه حقيقة لجواز[2] أن يجعل المتكلم علم السامع بأنه لم يسافر قرينة على عدم إرادة ظاهرة، فلا يكون إسنادا إلى ما هو له عند المتكلم في الظاهر.

[1] سورة الجاثية الآية: 24.
[2] فيكون مجازا عقليا إن كان الإسناد إلى محمد لملابسة كأن كان محمد سببا في سفر المسافر حقيقة، أو يكون حقيقة كاذبة إذا كان المتكلم لم يجعل علم السامع قرينة على أنه لم يرد ظاهره.
نام کتاب : علوم البلاغة البيان، المعاني، البديع نویسنده : المراغي، أحمد بن مصطفى    جلد : 1  صفحه : 248
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست