responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : علوم البلاغة البيان، المعاني، البديع نویسنده : المراغي، أحمد بن مصطفى    جلد : 1  صفحه : 240
أثر التشبيه في النفس:
قال المبرد في "الكامل" التشبيه جار كثيرا في كلام العرب حتى لو قال قائل هو أكثر كلامهم لم يبعد، قال الله عز وجل وله المثل الأعلى في الزجاجة: {كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ} [1].
وقال أبو هلال في "الصناعتين": التشبيه يزيد المعنى وضوحا، ويكسبه تأكيدا، ولهذا أطبق جميع المتكلمين من العرب والعجم عليه، ولم يستغن أحد عنه.
وسر هذا أن للخيال نصيبا كبيرا فيه، فهو يفتن حتى لا يقف عند غاية، وأنه يعمل عمل السحر في إيضاح المعاني وجلائها، فهو ينتقل بالنفس من الشيء الذي تجهله، إلى شيء قديم الصحبة، طويل المعرفة، وغير خاف ما لهذا من كثير الخطر، وعظيم الأثر.
انظر قوله عليه السلام في ذم من يعلم الخير ولا يعمل به: "مثل الذي يعلم الخير ولا يعمل به مثل السراج يضيء للناس وهو يحترق".
وإنك لترى فيه تشنيع حال من اتصف به، وكأنك تشاهد النار، وهي تعلق به وتأخذ منه بالنواصي والأقدام.
وتأمل قول أبي العلاء المعري:
إن الشبيبة نار إن أردت بها ... أمرا فبادره إن الدهر مطفيها
تجده جعل عزيمة الشباب الوثابة المتحفزة للعمل كالنار، يمتد لهيبها، ويشتد أوارها، لكنها لا تلبث حتى تخمد جذوتها، وينطفئ ذلك اللهب المتقد، ومن ثم طلب إلى الشباب البدار إلى نيل المآرب، وعدم التواني في درك المقاصد.
وإلى قول مهيار الديلمي:
وبعض مودات الرجال عقارب ... لها تحت ظلماء العقوق دبيب
تره صور بعض المودات بصورة عقارب، تسير في الظلماء على غير هدى، وتنفث سمومها ما استطاعت إلى ذلك سبيلا.

[1] سورة النور الآية: 35.
نام کتاب : علوم البلاغة البيان، المعاني، البديع نویسنده : المراغي، أحمد بن مصطفى    جلد : 1  صفحه : 240
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست