نام کتاب : علوم البلاغة البيان، المعاني، البديع نویسنده : المراغي، أحمد بن مصطفى جلد : 1 صفحه : 232
فقد شرط لتمام المماثلة بين النجوم وبينه عم مغيبها، ونظيره قول البديع الهمداني:
يكاد يحكيك صوب الغيث منسكبا ... لو كان طلق المحيا يمطر الذهبا
3- أن يكون كقول ابن بابك:
ألا يا رياض الحزن من أبرق الحمى ... نسيمك مسروق ووصفك منتحل
حكيت أبا سعد فنشرك نشره ... ولكن له صدق الهوى ولك الملل
4- أن يجمع بين عدة تشبيهات فيزداد بذلك لطفا وغرابة، كقوله:
كأنما يبسم عن لؤلؤ ... أو فضة أو برد أو أقاح
المبحث التاسع: في الكلام على أدوات التشبيه
أدوات التشبيه هي: الكاف، وكأن، ومثل، ونحوها مما يفيد معنى المماثلة والمشابهة، نحو: {فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ} ، {كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ} ، {إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ} ... إلى آخر الآية.
ويفرق بين الكاف وكان بوجوه:
أ- أن الكاف يليها المشبه به[1]، وكأن يليها المشبه، نحو:
الحليم كالجبل في سكونه ... كأنك سحبان فصاحة
ب- أن الكاف تدل دائما على التشبيه، وكأن تفيد التشبيه، إذا كان خبرها جامدا أو مؤولا به، نحو:
وكأن دجلة إذ تلاطم موجها ... ملك يعظم خيفة ويبجل
وتفيد الشك إذا كان خبرها مشتقا، نحو:
كأنك قائم فيهم خطيبا ... وكلهم قيام للصلاة
جـ- التشبيه بكأن أبلغ من التشبيه بالكاف، لما فيه من التوكيد، لتركبها من: الكاف، وأن.
وقد ينوب عن الأداة ويغني عنها فعل من أفعال اليقين[2] أو الرجحان كعلم وظن وحسب، ويكون منبئا عن حال التشبيه في القرب أو البعد، ولا يعتبر أداة، بل الأداة محذوفة، كقوله:
قوم إذا لبسوا الدروع حسبتها ... سجا مزردة على أقمار3 [1] قد يليها غير المشبهة به إذا كان التشبيه مركبا نحو: {وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ} .. الآية، إذ ليس المراد تشبيه حال الدنيا، ولا بمفرد آخر يتحمل تقديره، بل المراد تشبيه حالها في نضارتها وبهجتها وما يعقبها من الهلاك والفناء بحال النبات يكون أخضر ثم يهيج فتطيره الرياح كأن لم يكن. [2] إذا ادعى فيه كمال المشابهة وألفاظ الرجحان أن بعد التشبيه، لما في الحسبان ونحوه من عدم التيقن.
3 الدرع ثوب ينسج من زرد الحديد يلبس في الحرب للوقاية، والسحب: جمع سحابة، والمزردة المنسوجة.
نام کتاب : علوم البلاغة البيان، المعاني، البديع نویسنده : المراغي، أحمد بن مصطفى جلد : 1 صفحه : 232